علاج عدم الثقة بالنفس عند المراهقين
 

يواجه الكثير من الآباء والأمهات عدة مشاكل في التعامل مع المراهقين، من بينها انعدام ثقة المراهقين بأنفسهم
وقد يؤدي عدم استيعاب الأهل لأسباب تلك المشكلة إلى انطواء المراهق وانعزاله، وفيما يلي نتعرف على كيفية علاج عدم الثقة بالنفس عند المراهقين.
أسباب عدم الثقة بالنفس عند المراهقين
تعد فترة المراهقة من الأوقات الهامة التي تعزز العلاقة بين الأهل وأبنائهم في حال أحسنوا التصرف مع مشاكل المراهقة التي يمرون بها، لذا ينبغي معرفة الحلول الصحيحة وأسلوب التعامل المناسب مع المراهقين.
قد يخطئ البعض في فهم اعراض المرض النفسي عند المراهقين ظانين بأنها تصرفات غير ناضجة تهدف
إلى جذب الانتباه أو أنها تغيرات مزاجية لا أكثر، لذا يتصرفون تجاهها بأسلوب خاطئ، الأم الذي يؤدي إلى إصابة المراهق بانعدام الثقة في النفس والاكتئاب.
هناك العديد من العوامل التي يتعرض لها المراهق تجعله غير واثق بنفسه وبقدرته، وتنقسم تلك العوامل إلى 3 أقسام نذكرها في السطور القادمة:

القسم الأول: دور الأهل
يقضى المراهق معظم وقته مع أهله في المنزل، لذا فإن تزعزع الهدوء الأُسري لأي سبب يؤثر على حالة المراهق النفسية ويجعله أقل ثقة بنفسه، ومن أهم ما ينزع ثقة المراهق بنفسه في البيت:

أسلوب التربية الخاطئ واعتماد العنف والشتم والصراخ عند الطلب بدلًا من الحوار والنقاش.
الانتقاد المستمر لجسم المراهق وآراءه واختيارته والتقليل من شأنه أمام رفقائه.
مقارنة المراهق دومًا مع إخوته والتمييز بينهم، ومقارنته مع الآخرين عامة.
اضطراب العلاقة بين الوالدين والشجار الدائم الذي يصل أحيانًا إلى الضرب.
انفصال الوالدين عن بعضهما.
إهمال الأهل لمتطلبات المراهق المعنوية والمادية مما يخلق عنده شعورًا بالدونية ومن ثم عدم الثقة بالنفس.




القسم الثاني: العامل النفسي والجسدي
تتسم فترة المراهقة بتغيرات كثيرة في الجسم تؤثر بشدة على الحالة النفسية والجسدية للمراهق، ومن بين تلك التغييرات:

التغييرات الهرمونية التي يلازمها تغيرًا في حالة المراهق النفسية، فيصبح أكثر توترًا وأسرع حزنًا دون سبب واضح أو مفهوم.
ظهور حب الشباب ومشاكل البشرة التي تغير من شكل الوجه قليلًا، وتجعل المراهق يخجل من الظهور بتلك الهيئة أمام الآخرين.
تشوش عقل المراهق وعدم القدرة على التركيز، ويعد هذا طبيعيًا لكون تلك الفترة مرحلة مهمة في بناء وتكوين شخصيته.
القسم الثالث: البيئة المحيطة للمراهق
مما لا شك فيه أن البيئة التي يعيش فيها المرء تؤثر فيه، وهذا ما قد يجعل المراهق غير واثقًا بنفسه إن لم يتعلم كيف يتعامل مع المشاكل والأمور السلبية التي يتعرض لها، ومن أهمها:

المرور بتجارب فاشلة ومواقف مزعجة وعدم القدرة على التعامل معها بالصورة الصحيحة مما يرسخ في ذهن المراهق أنه فاشل ولا أمل يرجى منه.
الشعور بمراقبة الجميع له سواء في مأكله أو ملبسه والاهتمام بآراء الآخرين كثيرًا بصورة مبالغ فيها.
التعرض للتنمر والعنف والإهانة من الآخرين، ويعد ذلك من أخطر المؤثرات التي قد تشكل خطرًا على حياة المراهق النفسية والجسدية أحيانًا.




هل يعاني ابني من عدم الثقة بالنفس؟
يصاحب عدم الثقة بالنفس بعض التغييرات السلوكية والتقلبات المزاجية التي تسهل على الآباء التعرف على ما يعانيه الابن من مشاكل نفسية.
فيما يلي نذكر بعض علامات اضطراب الثقة بالنفس عند المراهقين:

الاكتئاب والحزن.
أو الابتعاد عن مخالطة الآخرين والانعزال.
التوتر عند ارتكاب الأخطاء والقلق المستمر من عدم نيل إعجاب الآخرين.
الخجل الشديد عند مقابلة الغرباء.
الكذب واختلاق الأعذار بكثرة.
العناد.
الغضب الشديد.
فقدان الشهية نحو الطعام وتظهر بوضوح عند الفتيات المراهقات.
تفضيل الجلوس على وسائل التواصل الاجتماعي عن الانخراط مع الناس.
علاج عدم الثقة بالنفس عند المراهقين
يمكن للأباء والأمهات البدء في علاج عدم الثقة بالنفس عند المراهقين من خلال:

حمايته من عنف الآخرين وعدم السماح لهم بانتقاد آراءه أو شكل جسمه.
أو الاهتمام به وإظهار الحب له والإصغاء إليه أثناء الحديث.
كما يجب مساعدته وتقديم يد العون عندما يتعرض للمشاكل بدلًا من تعنيفه.
ويجب احترام رغباته وآراءه وعدم التقليل من شأنه أمام الآخرين لأنه لم يعد صغيرًا.
ثم مشاركته الهموم والاهتمامات والاستماع إلى طرق حله للمشكلات.
أهمية تعزيز الثقة بالنفس عند المراهقين
يعتقد بعض الآباء أن علاج عدم الثقة بالنفس عند المراهقين أمر غير هام ولا ضرورة تذكر منه، لذا يوضح الاستشاري أحمد الهلالي أن المتضرر من إهمال العلاج ليس المراهق وحده بل والوالدين أيضًا.
يمنح علاج عدم الثقة بالنفس عند المراهقين بعض المزايا الهامة، منها:

القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة مما يقلل العبء على الوالدين.
ثم الاتصاف بالكثير من الصفات الإيجابية مثل الحزم والمثابة والحماس.
بالإضافة الى القدرة على مواجهة الصعاب وحل المشاكل التي يواجهونها بصورة عقلانية.
مع صناعة علاقات اجتماعية جديدة واكتساب المزيد من الصداقات.
وعدم التأثر سلبًا بالتجارب الفاشلة وتعلم كيفية الاستفادة منها بدلًا من الاستسلام لها.
أخيراً القدرة على تحقيق السعادة لنفسه ولمن حوله.

سلمت يداك على الطرح الجميل
حفظك المولى