خواطر حول كتاب ليلة النصف من شعبان وفضلها كاتب الكتاب هو أبو عبد الله محمد بن أبي المعاني سعيد بن يحيى بن علي بن حجاج المعروف بابن الدبيثي (558هـ-637هـ)" وموضوع
خواطر حول كتاب ليلة النصف من شعبان وفضلها
كاتب الكتاب هو أبو عبد الله محمد بن أبي المعاني سعيد بن يحيى بن علي بن حجاج المعروف بابن الدبيثي (558هـ-637هـ)"
وموضوع الكتاب الروايات التى رويت فى ليلة النصف من شعبان وقد ابتدأ بالمقدمة العادية ثم ذكر موضوع الكتاب حيث قال :
"ذكر أحاديث رويت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذكر ليلة النصف من شعبان وفضلها"
وأما بيان أغلاط الروايات فسوف أبينه خلف كل رواية فى الكتاب وهى :
[1] رواية أبي بكر الصديق، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذكرها:
1 - أخبرنا أبو الفتح محمد بن يحيى بن مواهب البرداني، قراءة عليه من أصل سماعه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي بن الفرج الدوري، قراءة عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن بشران، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن عبد الملك بن عبد الملك، عن مصعب بن أبي ذئب، عن القاسم بن محمد، عن أبيه، أو عن عمه، عن جده أبي بكر الصديق أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
((إن الله -عز وجل- ينزل إلى سماء الدنيا ليلة النصف من شعبان، فيغفر فيها لكل بشر ما خلا كافرا، أو رجلا في قلبه شحناء)).
الغلط فى الرواية نزول الله إلى سماء الدنيا ليلة النصف من شعبان ليغفر لكل البشر عدا الكافر والمشاحن والله لا يوجد فى مكان وإلا أشبه الخلق فى وجودهم فى مكان وهو ما نفاه حيث قال :
" ليس كمثله شىء"
والغلط الغفران للكل عدا الكافر والمشاحن والمشاحن مغفور له طالما استغفر الله فالكافر وهو عامل السيئات حتى موته هو الذى لا يغفر له وهو المشرك حيث قال سبحانه :
" وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إنى تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما "
[2] رواية عبد الله بن عمرو بن العاص في ذلك:
2 - قرأت على أبي الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد التاجر، قلت له: أخبركم أبو الخير المبارك بن الحسين بن أحمد المقرئ قراءة عليه، فأقر به، حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلال إملاء، قال: حدثنا محمد بن المظفر بن موسى الحافظ، قال: حدثنا حامد بن شعيب البلخي، قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
((يطلع الله -عز وجل- إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لعباده إلا اثنين: مشاحنا، أو قاتل نفس)).
الغلط فى الرواية هو الغفران للكل عدا المشاحن والقاتل وهو ما يعارض أن الله يغفر كل الذنوب لمن استغفر حيث قال :
"ومن يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما "
وكل الذنوب تغفر ما دام صاحبها أخلص قلبه لله مستغفرا إياه كما قال سبحانه :
" إن الله يغفر الذنوب جميعا "
[3] رواية أبي أمامة الباهلي في ذلك:
3 - وأخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني، قال أخبرنا أبو الحسين الغسال، قال: أخبرنا أبو محمد الخلال، قال: حدثنا علي بن عمرو بن سهل، قال: حدثنا أحمد بن عمير، قال: حدثنا سعيد بن عثمان التنوخي وعلي بن معروف التمار، قالا: حدثنا ابن عبد العزيز بن موسى، عن سيف بن محمد الثوري، عن الأحوص بن حكيم، عن أبي أمامة الباهلي، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
((يهبط الله -عز وجل- إلى سماء الدنيا إلى عباده في نصف من شعبان، فيطلع إليهم فيغفر لكل مؤمن ومؤمنة، وكل مسلم ومسلمة إلا كافرا أو كافرة، أو مشركا، أو مشركة، أو رجلا بينه وبين أخيه مشاحنة، ويدع أهل الحقد بحقدهم)).
والأغاليط هى نفسها أغاليط الروايتين السابقتين
[4] رواية معاذ بن جبل في ذلك:
4 - أخبرنا أبو الفتح محمد بن يحيى بن محمد قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو عبد الله بن عبد الباقي بن الفرج السمسار قراءة عليه، قرئ على أبي بكر محمد بن عبد الملك بن بشران وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ، قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا هشام بن خالد، قال: حدثنا أبو خالد عتبة بن حماد القارئ، عن الأوزاعي، عن مكحول، وابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن مالك بن يخامر السكسكي، عن معاذ بن جبل، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
((يطلع الله -عز وجل- إلى خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)).
نفس أغلوطة الرواية الثانية
[5] رواية أبي ثعلبة الخشني في ذلك:
5 - وأخبرنا أبو الفتح محمد بن يحيى البرداني قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي الدوري، قال: أخبرنا أبو بكر بن بشران، قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن سليمان النعماني، وأحمد بن عبد الله بن محمد الوكيل، قالا: حدثنا عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن الأحوص بن حكيم، عن حبيب بن صهيب، عن أبي ثعلبة الخشني، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
((إن الله -عز وجل- يطلع إلى عباده في كل ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه)).
الغلط هو اطلاع الله على العباد فقط فى ليلة النصف من شعبان وهو ما يعارض أن الله سبق واطلع أى علم بأعمال الخلق عندما كتب ما يعملونه فى الكتاب عنده وهو ما نسميه بلوح القدر حيث قال :
"ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها"
وهو يغفر لكل مسلم يموت فى نفس يوم موته
[6] رواية عثمان بن أبي العاص الثقفي في ذلك:
6 - قرأت على أبي الفرج بن أبي الفتح التاجر، أخبركم أبو الخير المبارك بن الحسين بن أحمد المقرئ قراءة عليه، فأقر به، قال: حدثنا الحسن بن محمد الخلال، قال: حدثنا يوسف بن عمر الزاهد، وعبد الواحد بن علي اللحياني، قالا: أخبرنا عبد الله بن سليمان بن عيسى الوراق، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي، حدثنا جامع بن صبيح الرملي، حدثنا مرحوم بن عبد العزيز، عن داود بن عبد الرحمن، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
((إذا كان ليلة النصف من شعبان نادى مناد: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟ فلا يسأل أحد شيئا إلا أعطي، إلا زانية بفرجها، أو مشركا)).
الغلط هو نداء المنادى ليلة النصف من شعبان فقط هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟
السؤال: هل سمع أحد منا أو يسمع هذا النداء فى كل ليلة النصف من شعبان ؟
بالطبع كلا
والغلط أن المنادى وهو الله عندهم يعطى كل من سأل سؤاله ما عدا الزانية والمشرك وهو ما يعارض أن الاستجابة على حسب مشيئة الله وهى ما كتبه فى لوح القدر حيث قال سبحانه :
"بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء"
فإن كان قدر الاستجابة فسيستجيب وإن كان قدر الرفض فلن تحدث استجابة
[7] رواية أبي موسى الأشعري في ذلك:
7 - أخبرنا محمد بن يحيى بن محمد الصوفي، قال: أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن محمد، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك الواعظ، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر المعدل، قال: حدثنا أحمد بن زياد، حدثنا الحسن بن شبيب، قال: سمعت الربيع بن سليمان الجيزي، يقول: حدثنا أبو الأسود، حدثنا ابن لهيعة، عن الزبير بن سليم، عن الضحاك بن عبد الرحمن وهو ابن عرزب، عن أبيه قال: سمعت أبا موسى الأشعري، يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
((ينزل ربنا إلى السماء الدنيا للنصف من شعبان، فيغفر لأهل الأرض، إلا مشركا أو مشاحنا)).
والأغاليط فى الرواية هى الأغاليط السالف ذكرها فى الروايات السابقة
[8] رواية عائشة أم المؤمنين في ذلك:
8 - وأخبرنا أبو الفتح محمد بن يحيى بن محمد بن موهب قراءة عليه، أخبركم أبو عبد الله الدوري قراءة عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك الأموي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن مهدي، قال: أخبرنا إسماعيل بن العباس الوراق، قال: حدثنا العباس بن محمد، حدثنا عمر بن حفص ابن غياث، حدثنا أبي، عن حجاج، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
((إن الله -عز وجل- ينزل ليلة النصف من شعبان، فيغفر من الذنوب أكثر من شعر غنم كلب)).
قال الشيخ: يريد غنم بني كلب فاختصر، وخص بني كلب لأنهم كانوا أكثر العرب غنما.
والأغاليط فى الرواية هى الأغاليط السالف ذكرها فى الروايات السابقة
[9] ذكر أن الآجال تقطع في شعبان:
9 - أخبرنا القاضي أبو سعد عبد الله بن محمد بن هبة الله الشافعي، في كتابه إلينا من دمشق، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي الفرضي ببغداد، قال: قال: أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد ابن علي بن المهتدي بالله، قال: أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري، قال: أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي الأشناني، قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي، قال: حدثنا علي بن الجعد، أخبرنا أبو المغيرة، عن محمد بن سوقة، عن عكرمة في قوله تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم] قال: ليلة النصف من شعبان، يدبر أمر السنة، وينسخ الأموات من الأحياء، ويكتب الحاج، فلا ينقص منهم أحد ولا يزيد فيهم أحد.
10 - وأخبرنا أبو الفتح عبد المنعم بن أبي الفتح التاجر قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو الخير المبارك بن الحسين سبط الخواص، قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال، قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن سمعون الواعظ، قال: أخبرنا علي بن محمد بن أحمد المصري، قال: أخبرنا مطلب بن شعيب، وهشام بن يونس، ومحمد بن زيدان، واللفظ لمطلب، قالوا: حدثنا أبو صالح كاتب الليث، قال: حدثني الليث بن سعد، قال: حدثني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
((تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان، حتى أن الرجل لينكح، ويولد له، ولقد خرج اسمه في الموتى)).
الغلط فى الروايتين السابقتين هو كتابة الآجال فى ليلة النصف من شعبان وهو ما يتعارض مع أن الله كتب كل شىء قبل الخلق حيث قال :
"ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها"
[11] ما روي من الدعاء في ليلة النصف من شعبان:
11 - أخبرنا أبو الفتح محمد بن يحيى الصوفي، قراءة عليه من أصل سماعه، أخبركم أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي السمسار، فأقر به، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك الواعظ، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن إسماعيل الأيلي، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عمرو بن هاشم البيروتي، حدثنا سليمان بن أبي كريمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كانت ليلة النصف من شعبان ليلتي، وبات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندي، فلما كان في جوف الليل فقدته، فأخذني ما يأخذ النساء من الغيرة، فتلفعت بمرطي، والله ما كان خزا ولا قزا ولا حريرا ولا ديباجا ولا قطنا ولا كتانا، قيل: ومم كان؟ قالت: كان سداه شعرا، ولحمته من أوبار الإبل، وطلبته في حجر نسائه فلم أجده، فانصرفت إلى حجرتي، فإذا به كالثوب الساقط على وجه الأرض ساجدا وهو يقول: في سجوده:
((سجد لك سوادي وخيالي، وآمن بك فؤادي، هذه يدي وما جنيت بها على نفسي، يا عظيم رجاء لكل عظيم، اغفر الذنب العظيم، سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره))، ثم رفع رأسه، فعاد ساجدا فقال: ((أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقابك، وبك منك، أنت كما أثنيت على نفسك، أقول كما قال أخي داود -عليه السلام- أعفر وجهي في التراب لسيدي، وحق له أن يسجد)) ثم رفع رأسه فقال: ((اللهم ارزقني قلبا نقيا، لا كافرا ولا شقيا)). ثم انصرف فدخل معي في الخميلة، ولي نفس عال، فقال: ((ما هذا النفس؟)) فأخبرته، فطفق يمسح بيده على ركبتي ويقول: ((ويس -كلمة ترحم- هاتين الركبتين ما لقيتا في هذه الليلة، ليلة النصف من شعبان، ينزل الله -عز وجل- إلى السماء الدنيا فيغفر لعباده، إلا لمشرك أو مشاحن)).
الأغاليط هى نفسها الأغاليط فى الروايات الأولى
والقارىء سيستنتج التالى إن كان فطنا:
الأول تعارض الروايات مع بعضها فى صاحب الفعل الذى لا يغفر له فهو مرة المشاحن وهو المتشاجر وهو المخاصم لأخيه ومرة الحاقد ومرة الزانية ومرة القاتل وبناء عليه لم يقل الرسول(ص) شىء من تلك الروايات
الثانى أن فى كل رواية ذكر اثنين منهم الكافر وهو المشرك وفى رواية واحدة لم يذكره وذكر بدلا منه القاتل والمشاحن فى رواية رقم 2 وهو تعارض ظاهر
الثالث أن الغلطين الغالب اشتراكهما فى الروايات :
1- نزول الله تعالى عن ذلك فى المكان
2- عدم الغفران للكافر وواحد من غيرهم