ننتظر تسجيلك هـنـا

 

{ إعلانات غيِمـة عـِطِـراَلًيومُية ) ~
 
 
   
{ مركز تحميل الصور الملفات  )
   
   

 

{ ❆فَعِاليَآت غيتِمـة عِـطِـر ❆ ) ~
                          

{ ❆التميز خلال 24 غيِمـة عـِطِـر ❆) ~
 

اعلانات غيمة عطر

عدد مرات النقر : 1,499
عدد  مرات الظهور : 59,423,413 
عدد مرات النقر : 1,487
عدد  مرات الظهور : 59,423,404 
عدد مرات النقر : 1,506
عدد  مرات الظهور : 59,423,398 
عدد مرات النقر : 1,469
عدد  مرات الظهور : 59,423,388 
عدد مرات النقر : 1,468
عدد  مرات الظهور : 59,275,297

عدد مرات النقر : 2,137
عدد  مرات الظهور : 59,422,891

عدد مرات النقر : 1,180
عدد  مرات الظهور : 48,807,553


الإهداءات

مفاتيح الرزق

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المُبدئ المعيد، الفعَّال لما يريد، خلق الخلق بعلمه، وقدَّر لهم أقدارًا، وضرب لهم آجالًا، لا يستأخرون عنها ولا يستقدمون، قدر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 15-02-2021
اسير الاحزان غير متواجد حالياً
Egypt     Male
Awards Showcase
 
 عضويتي » 1
 جيت فيذا » Mar 2017
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (11:01 PM)
آبدآعاتي » 88,734
 حاليآ في » fanta
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
 التقييم » اسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond repute
ام ام اس ~
MMS ~
 آوسِمتي »
 
افتراضي مفاتيح الرزق

Facebook Twitter




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المُبدئ المعيد، الفعَّال لما يريد، خلق الخلق بعلمه، وقدَّر لهم أقدارًا، وضرب لهم آجالًا، لا يستأخرون عنها ولا يستقدمون، قدر مقادير الخلائق، قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء، علم ما كان وما سيكون، لو كان كيف يكون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.


عباد الله، أُوصيكم ونفسي أولًا بتقوى الله ومراقبته بالليل والنهار، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].


لا زلنا وإياكم مع الرزق والرزَّاق، لا زال الحديث معكم مع مفاتيح الرزق، ووقفنا مع المفتاح الأول وهو التوبة والاستغفار، والمفتاح الثاني تقوى الله عز و جل، والمفتاح الثالث التوكل على الله.


عباد الله، إنَّ الرزق سبب والله هو وحده ربُّ الأسباب، فلا نتعلق بالسبب وننسى المسبب جل وعلا، ولو أذن الله لعبدٍ برزق لن يستطيع أحد أن يمنعه ولو اجتمع أهل السماوات والأرض.


عباد الله، انظروا في السماوات والأرض وما فيهما من آيات باهرات وآلاء ظاهرات، هل فيهما رزق من عند غير الله؟


تفكروا في الحياة، من بنى سماها؟! ومن رفع سمكها فسواها؟! من أغطش ليلها وأخرج ضحاها؟! من بسط الأرض ودحاها؟! من أخرج منها ماءها ومرعاها؟! من نصب الجبال وأرساها؟! من فطر النفوس وسواها؟! من فجر العيون وأجراها؟! قال تعالى: ﴿ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾ [فاطر: 3]؟! لا والله.


فما من نعمةٍ صغُرت في العيون أو كبُرت إلا والله رازقها وموليها، ورزقه شمل العباد جميعهم، برَّهم وفاجرهم، مؤمنهم وكافرهم.


ورزقه يعيش به كل مخلوق، لا غنى له عنه طرفة عين؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6].


ولو كانت الأرزاق تجري مع الحجا هلكنَ إذًا من جهلهن البهائم؛ قال تعالى: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [العنكبوت: 60].


فتأملوا في دواب الأرض، في برها وبحارها، في جبالها وسهولها، في ظاهرها وباطنها، من يسوق إليها أقواتها؟! ومن يحمل إليها أرزاقها؟! إنه الله تعالى جل جلاله رازق الدودة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء.


قال عامر بن قيس رحمه الله: ثلاث آياتٍ من كتاب الله استغنيت بهنَّ على ما أنا فيه، قرأت قول الله تعالى: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الأنعام: 17].


فعلمت وأيقنت أن الله إذا أراد بي ضرًّا لم يقدر أحد على وجه الأرض أن يدفعه عني، وإن أراد أن يعطيني شيئًا لم يقدر أحد أن يأخذه مني.


وقرأت قوله تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ واشْكُرُوا لِي ولا تَكْفُرُونِ ﴾ [سورة البقرة: 152].


فاشتغلت بذكره جل وعلا عمَّا سواه.


وقرأت قوله تعالى: ﴿ ومَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا ويَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا ومُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾ [هود: 6].


فعلمت وأيقنت وازددت ثقةً بأن رزقي من عند الله لن يأخذه أحد غيري.


يا صاحب الهم إن الهم منفرجٌ
أبشر بخير فإن الفارج الله
اليأس يقطع أحيانا بصاحبه
لا تيأسن فإن الصانع الله
الله يُحدث بعد العسر ميسرةً
لا تجزعنَّ فإن المانع الله
إذا اُبتليت فثق بالله وارض به
إن الذي يكشف البلوى هو الله
إذا قضى الله فاستسلم لقدرته
فما ترى حيلة فيما قضى الله
والله مالك غير الله من أحدٍ
فحسبك الله في كلٍ لك الله



وها هم أصحاب نبينا محمد في غزوة الأحزاب: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾[سورة آل عمران: 173]، ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنه: «حسبنا الله ونعم الوكيل»، قالها إبراهيم حين أُلقي في النار، وقالها النبي محمد حين قالوا: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا.


فالتوكل هو عُدَّة المؤمنين يوم يتوعَّدهم الناس ويخوِّفونهم بكثرة الأعداء، فكان أول شيء وآخر شيء قاله إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار: حسبنا الله ونعم الوكيل.


عباد الله، الإنسان الذي لا يعمل، ويدَّعي أنه متوكل فهو كاذب، والحُجَّة أنه يخاف أن يعمل فيُفتن، يخاف أن يعمل فيحب الدنيا، يخاف أن يعمل فتستهويه الدنيا، حجةٌ واهية فالسماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة.


قالأحد السلف: عجبتُ لمن يخاف كيف يغفل عن قوله: ﴿ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 173]، والله تعالى يقول عقبها: ﴿ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾ [آل عمران: 174]، وعجبتُ لمن يمكر به الناس كيف يغفل عن قوله: ﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [غافر: 44]، والله تعالى يقول عقبها: ﴿ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 45].


وأوصانا نبينا عندما يخرج أحدنا من بيته يقول: «بسم الله، توكَّلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله»، فماذا يحدث له؟ يقول له ملَك من السماء: «هُدِيت، وُقِيت، كُفيت من كل شر»؛ [الألباني، صحيح سنن الترمذي «2724»].


عباد الله، من اعتمد على ماله قل، ومن اعتمد على عقله ضل، ومن اعتمد على جاهه ذل، ومن اعتمد على الله لا ضل ولا ذل ولا قل.


عباد الله، أحد أكبر أسباب زيادة الرزق التوكل على الله، والتوكل على الله يعني الحركة، مرَّ سيدنا عمر برجل معه جمل أجرب، قال له: «يا أخ العرب، ما تفعل به؟ قال: أدعو الله أن يشفيه، قال له: هلا جعلت مع الدعاء قطرانًا؟»؛ اسأل الطبيب، تحرَّك.


تصور إنسانًا يركب مركبة فتوقفت، خرج من المركبة وهو يقول: يا رب، أنقذنا، لو دعا مليون مرة، نقول له: افتح غطاء المحرك، وانظر أين الخلل، واطلب من الله أن يلهمك أين الخلل، واطلب من الله أن يعينك على إصلاح الخلل، هذا موقف علمي عملي، أما ألا تفعل شيئًا، وتكتفي بالدعاء، فالدعاء من دون سعي لا يُقبل، بل هو استهزاء بالدعاء.


أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.


الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.


المفتاح والسبب الرابع: من مفاتيح الرزق: التفرغ لعبادة الله تعالى.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى: يا بن آدم، تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك، وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلًا ولم أسد فقرك»؛ [سنن ابن ماجه كتاب الزهد، باب: الهم بالدنيا «4107»، والألباني في الصحيحة «1359»].


وفي رواية أخرى صحيحة قال: «قال ربكم: ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى، وأملأ يديك رزقًا، ابن آدم لا تباعد مني أملأ قلبك فقرًا وأملأ يديك شغلًا».


وليس معنى هذا الحديث أنك لا تطلب الرزق ولا تتكسب، ولكن معناه أن يكون العبد حاضر القلب حال عبادته، غير ذاكر لأمر من أمور الدنيا، بل متوجهًا إلى الله تعالى بكل قلبه. ويقول الله جل وعلا: ﴿ وأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ واصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ والْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [سورة طه: 132].


قال ابن كثير رحمه الله: وقوله: ﴿ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ ﴾ [طه: 132]؛ يعني إذا أقمت الصلاة أتاك الرزق من حيث لا تحتسب؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56 - 58].


أخي الحبيب، تعال معي نستمع وإياك إلى قول حبيبنا محمد وهو يذكر هاذين الصنفين من الناس، في الحديث الذي أخرجه الترمذي وصححه الألباني عن أنس رضي الله عهنه أن النبي قال: «من كان همه الآخرة جمع الله له شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا راغمة، ومن كان همه الدنيا فرَّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له».


المفتاح الخامس من مفاتيح الرزق: المتابعة بين الحج والعمرة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد»؛ [صحيح مسلم كتاب الحج «1381» من حديث أبي هريرة]، قال أهل العلم: إزالة المتابعة بين الحج والعمرة للفقر، كزيادة الصدقة للمال.


قال الشوكاني رحمه الله عند تفسير هذه الآية: ﴿ واللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ ﴾ [سورة النحل: 71]: «فجعلكم متفاوتين فيه أي الرزق، فوسَّع على بعض عباده، حتى جعل له من الرزق ما يكفي ألوفًا مؤلَّفة من بني آدم، وضيَّقه على بعض عباده حتى صار لا يجد القوت إلا بسؤال الناس والتكفف لهم، وذلك لحكمة بالغة تقصر عقول العباد عن تعقلها والاطلاع على حقيقة أسبابها».


عباد الله، اعلموا أنه بسبب جهل بعض الناس بهذه السُّنَّة الكونية، دخل عليهم من الحسد والبلاء ما لا يحيط به قول ولا وصف، ولو قَنَع الناس بهذه السُّنَّة واستحضروها في تعاملهم ومعاملاتهم، لكان أمر الحياة أمرًا آخر، أمَا وقد أعرض البعض عن فطرة خالقهم، ولم يسلموا ويستسلموا لِمَا أقامهم عليه، فقد عاشوا معيشة ضنكًا، وخسروا الدنيا قبل الآخرة، نسأل الله الكريم أن يرزقنا القناعة والرشاد والسداد في الأمر كله.


روي أنَّ حاتمًا الأصم رحمه الله كان رجلًا كثير العيال وكان له أولاد ذكور وإناث، ولم يكن يملك حبة واحدة من الطعام، فجلس ذات ليلة مع أصحابه يتحدث معهم فتعرَّضوا لذكر الحج فداخل الشوق قلبه، ثم دخل على أولاده فجلس معهم يحدثهم، ثم قال لهم: «لو أذنتم لأبيكم أن يذهب إلى بيت ربه في هذا العام حاجًّا ويدعو لكم، ماذا عليكم لو فعلتم؟ فقالت زوجته وأولاده: أنت على هذه الحالة لا تملك شيئًا ونحن على ما ترى من الفاقة فكيف تريد ذلك ونحن بهذه الحالة؟ وكان له ابنة صغيرة فقالت: «ماذا عليكم لو أذنتم له ولا يهمكم ذلك، دعوه يذهب حيث شاء، فإنه مناول للرزق وليس برزاق»، فذكرتهم ذلك فقالوا: صدقت والله هذه الصغيرة يا أبانا انطلق حيث أحببت، فقام من وقته وساعته وأحرم بالحج وخرج مسافرًا، وأصبح أهل بيته يدخل عليهم جيرانهم يوبخونهم كيف أذنوا له بالحج، وتأسف على فراقه أصحابه وجيرانه، فجعل أولاده يلومون تلك الصغيرة ويقولون لو سكتِّ ما تكلمنا، فرفعت الصغيرة طرفها إلى السماء وقالت: «إلهي وسيدي ومولاي، عوَّدت القوم بفضلك وأنك لا تُضيعهم، فلا تخيبهم ولا تخجلني معهم»، فبينما هم على هذه الحالة إذ خرج أمير البلدة متصيدًا، فانقطع عن عسكره وأصحابه، فحصل له عطش شديد، فاجتاز ببيت الرجل الصالح حاتم الأصم، فاستسقى منهم ماءً وقرع الباب، فقالوا: من أنت؟ قال الأمير ببابكم يستسقيكم، فرفعت زوجة حاتم رأسها إلى السماء وقالت: إلهي وسيدي، سبحانك البارحة بتنا جياعًا واليوم يقف الأمير على بابنا يستسقينا، فأخذت كوزًا جديدًا وملأته ماء وقالت للمتناول منها: اعذرونا، فأخذ الأمير الكوز وشرب منه، فاستطاب الشرب من ذلك الماء، فقال: هذه الدار لأمير، فقالوا: لا والله بل لعبد من عباد الله الصالحين يعرف بحاتم الأصم، فقال الأمير: لقد سمعت به، فقال الوزير: يا سيدي لقد سمعت أنه البارحة أحرم بالحج، وسافر ولم يخلف لعياله شيئًا، وأخبرت أنهم البارحة باتوا جياعًا، فقال الأمير: ونحن أيضًا قد ثقلنا عليهم اليوم وليس من المروءة أن يثقل مثلنا على مثلهم، ثم وضع الأمير دينارًا ذهبيًّا ووضعها في الكوز ثم قال لأصحابه: من أحبني فيفعل مثل ما فعلت، ففعل جميع أصحابه مثله وملؤوا الكوز دنانير، ثم انصرفوا، فلما رأت الصبية الصغيرة ذلك بكت بكاءً شديدًا، فقالوا لها: ما هذا البكاء، إنما يجب أن تفرحي، فإن الله قد وسَّع علينا، فقالت: يا أماه والله إنما بكائي كيف بتنا البارحة جياعًا فنظر إلينا مخلوق نظرة واحدة، فأغنانا بعد فقرنا، فالكريم الخالق إذا نظر إلينا لا يكلنا إلى أحد طرفة عين، اللهم انظر إلى أبينا ودبِّره بأحسن التدبير.


المفتاح السادس من المفاتيح المؤدية إلى كثرة المال والرزق في الدنيا: صلة الرحم: نعم صلة الرحم، والمقصود بالرحم هم الأقارب، وهم كل من بينك وبينهم نسب من جهة الولادة سواءً كان ذلك من طريق الأب أو الأم.


وصلة الرحم معناه تقديم الإحسان بكل أنواعه حسية ومعنوية، وسواء كانوا صغارًا أو كبارًا، نساءً أو رجالًا، يسكنون في بلدك أو بعيدون عنك، روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله يقول: «مَن سرَّه أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره، فليصل رحمه»، ولهذا بوَّب البخاري رحمه الله فقال: باب من بُسِط له في الرزق بصلة الرحم.


وقال القاضي عياض رحمه: لا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة وقطعها معصية كبيرة والأحاديث تشهد لهذا، ولكن الصلة درجات بعضها أرفع من بعض، وأدناها ترك المهاجرة بالكلام والسلام، ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة، فمنها واجب، ومنها مستحب، ولو وصل بعض الصلة، ولم يصل غايتها لا يسمى قاطعًا، ولو قصَّر عما يقدر عليه وينبغي له، لا يسمى واصلًا؛ [مسلم بشرح النووي «16 /96» ط. دار الفكر].


قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «لأن أصل أخًا من إخواني بدرهم أحب إلي من أن أتصدق بعشرين درهمًا، ولأن أصله بعشرين درهمًا أحب إلى من أن أتصدق بمائة درهم، ولأن أصله بمائة درهم أحب إلي من أن أعتق رقبة».


وقال عمرو بن دينار رحمه الله: «تعلمُنَّ أنه ما من خطوة بعد الفريضة أعظم أجرًا من خطوة إلى ذي الرحم».


وصلة الرحم تكون مع القريب وإن كان كافرًا، فله حق القرابة فيوصل، وصلة الرحم تزيد في العمر فهي تحقق السعة في الرزق والبركة في العمر؛ كما في الحديث المتقدم، وصلة الرحم تقوي أواصر المودة والمحبة بين الناس، وبين القرابات بوجه خاص، ثم إنه وفوق ذلك أن صلة الرحم مما يرضي الرب تعالى، فما أحرانا بصلة الرحم.


لعلك أخي المسلم تستغرب إذا وجدت بعض المسلمين قد فتح الله لهم أبواب تلو أبواب من الرزق وهم قليلو النشاط وضعيفو الخبرة قياسًا بغيرهم من أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة، ولكنك إذا فتشت عن حاله وجدته ممن يصل رحمه، بل لا تستغرب أخي الحبيب إذا أخبرتك أن بعض العصاة والفساق، وبعض الفجرة قد تنمو أموالهم بسبب صلة الرحم، اسمع لما رواه ابن حبان في صحيحه بسند جيد عن أبي بكرة رحمه الله عن النبي أنه قال: «ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدَّخره له في الآخرة له من قطعية الرحم، والخيانة، والكذب، وإن أعجل الطاعة ثوابًا صلة الرحم، حتى إن أهل البيت ليكونون فجرة، فتنمو أموالهم، ويكثر عددهم، إذا تواصلوا»؛[السلسلة الصحيحة «918»].


إن هذا الحديث يُفسِّر لنا ظاهرة ربما كانت موضع استغراب عند كثيرين، نعم أيها الأحبة: «إن أهل البيت ليكونون فجرة، فتنمو أموالهم، ويكثر عددهم، إذا تواصلوا».


هذا وصلوا عباد الله على رسول الهدى فقد أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [سورة الأحزاب: 56].


اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين.
</ul>
شهلاء ,سمر البابلي معجبون بهذا
الموضوع الأصلي: مفاتيح الرزق || الكاتب: اسير الاحزان || المصدر: منتديات غيمة عطر



lthjdp hgv.r





رد مع اقتباس
قديم 11-06-2021   #2



 
 عضويتي » 849
 جيت فيذا » Apr 2021
 آخر حضور » 25-12-2021 (02:27 PM)
آبدآعاتي » 8,814
 حاليآ في » 7up
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » بيبسي تلقيمة has much to be proud ofبيبسي تلقيمة has much to be proud ofبيبسي تلقيمة has much to be proud ofبيبسي تلقيمة has much to be proud ofبيبسي تلقيمة has much to be proud ofبيبسي تلقيمة has much to be proud ofبيبسي تلقيمة has much to be proud ofبيبسي تلقيمة has much to be proud ofبيبسي تلقيمة has much to be proud ofبيبسي تلقيمة has much to be proud of
 آوسِمتي »
 

بيبسي تلقيمة غير متواجد حالياً

افتراضي



تحياتي ازفهااا اليك محمله
ببقات من الشكر والعرفان
بتميزك ورعه قلمك
بابداعك وسحر نقشك
اجد جمال اخاذ بين الحروف
واتوه بين السطور
رائعة بكل المقاييس
فكل الشكر والتقدير




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أسباب ضيق الرزق ! اسير الاحزان اسلاميات عطر 13 07-11-2022 07:03 PM
طلب الرزق والعبادة اسير الاحزان اسلاميات عطر 4 27-05-2021 07:48 PM
طلب الرزق لا ينافي التوكل اسير الاحزان اسلاميات عطر 3 17-04-2021 11:58 PM
هموم الرزق اسير الاحزان اسلاميات عطر 1 13-10-2020 09:02 PM
ضيق الرزق واسبابه ..! اسير الاحزان اسلاميات عطر 2 14-08-2020 03:12 PM

الاعلانات النصيه
منتديات غيمة عطر

الساعة الآن 12:45 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.