أتأمّل في عجلة الأيام التي لا تهدأ، نصحو بداية كلّ يوم، نخوض التفاصيل بسرعة هائلة، ثم نعود لفرشنا كلّ ليلة ونحن في دهشة: (كيف مرّت ساعات اليوم بعجل؟) نفكّر
نصحو بداية كلّ يوم، نخوض التفاصيل بسرعة هائلة، ثم نعود لفرشنا كلّ ليلة ونحن في دهشة: (كيف مرّت ساعات اليوم بعجل؟) نفكّر في المهام الني نعزم في نهاية كلّ يوم أن نضيفها في اليوم الآتي، فتحجزنا الأساسيات عن إستقبالها، نفكّر في الأشياء الجميلة التي قررنا أن تندرج في قوائمنا، ثم تفرّ الأيام دون أن نفعل! تطرأ عليك ظروفك فتحجزك عن أشياء تحبّها، تضطر أن تخرج لموعد فتتأخر عن المهام التي دوّنتها لهذا اليوم، تمرض فجأة فيمضي يومك في كفاح تعبك دون أن تقوم بما قررت القيام به مسبقًا. صدقني لن تصفو لك، لكن لابأس، القليل الدائم خير من الخطى المتقطّعة، أن تدأب على هدفٍ ولو بخطوة ضئيلة خيرٌ من أن تقف عنه، أن تحبو في مضمار السّابقين خيرٌ من أن تقف متفرجًا عليهم. تقول صاحبتي أن والدها يقول: (اللي في قلبه الصّلاة ما تفوته) وصدق، قد تفوتنا في العمر أشياء كُثر، لكنّ فواتها ليس كأيّ شي، إذا أردت أن تلمّ شعث عمرك، وفوضى مهامّك فأقم الصلاة في وقتها وأبشر بالخير من ربّك العظيم. اغنم قرب والديك، و استفتح أيامك بدعواتهم، واستمطر الرّضوان من ربّك ببسماتهم، و اقتطع من يومك مهما كان (مزدحمًا) لحظة أُنس معهم، اجعل مشروع برّهم رقمًا بارزًا في قوائمك وسترى يقينًا كيف تغمرك البركات! الموفّق بصدق من داوم على ورده من القرآن، لم تحجزه سفراته عن صحبته، ولم تشغله تنزهاته عن قراءته، ولم تقف به ظروفه عن مراجعته، يكابد الناس دنياهم، وهو يكابد وقته لتصفو له ساعةً من كتاب ربّه الكريم، كن موفقًا