استغلت امينة بدء الضعف الذي عانى منه شعب "سونغاي"
الذي يحكم الأراضي المجاورة لبلدها لتتجرأ
وتهجم على المناطق القريبة
التي كان سيطر عليها في القرنين الخامس عشر والسادس عشر،
وذلك بهدف توسيع اراضيها وبالتالي انفتاح اسواقها التجارية.
وغزت امينة كل المدن الممتدة من الشمال الى الجنوب،
محكمة سيطرتها على الطرق
التي تربط غرب السودان بمصر في الشرق
ومالي في الشمال.
فكانت تغني بلادها بالعبيد والسبايا
التي تغنمها من حملاتها الناجحة.
وتميزت تلك الحقبة ايضاً بإدخال امينة
مفهوم الدروع المعدنية على اسلحة جنودها،
خصوصاً ان شعبها كان معروفاً بمهارته في صقل المعادن،
على عكس الشعوب المحيطة التي كان يستند اقتصادها الى الزراعة.
كما اتبعت تكتيكاً فريداً
واستراتيجية حربية خاصة بها قضت ببناء الأسوار العالية
حول المخيمات العسكرية كي تحميها من اي هجوم مفاجئ.
وبقي البعض من هذه الأسوار صامداً حتى اليوم ،
على رغم مرور مئات الأعوام عليه،
وابرزها سور طوله 15 كيلومتراً،
لا يزال موجوداً حول مدينة زاريا ،
وهو يعرف باسم "سور امينة"،
على غرار كل الأسوار المشابهة التي تحمل اسمها.
واستمرت امينة تقوم بالغزو تلو الآخر،
منفذة التقليد الشعبي الذي كان يقضي
ان تتزوج ليلة واحدة رجلاً من اقوى الرجال
الذين تسبيهم في خلال غزواتها،
على ان تخصيه في صباح اليوم التالي.
فجعلت الازدهار يعم بلادها من أقصى الجنوب الى الشمال.
ولم يردعها عمرها عن الاستمرار في حملاتها العسكرية،
لا بل ماتت امينة على صهوة جوادها في خلال حملة عسكرية
في اطراف نيجيريا. وحملت عبر الأجيال،
وحتى اليوم، لقب "امينة ، ابنة نيكاتو،
امرأة قديرة مثل الرجال"،
لأنها بكل بساطة اختصرت القوة والذكاء
والحيلة العسكرية في شخص امرأة واحدة.