رفع الصوت والصراخ لم يكن هو المنتصر أبدا . ولكن البعض مازال أنه برفع الصوت قد يحصل
على حقه من طرف ما !!
ولو كانت هذه النظرية صحيحة أو تفيد بإرجاع الحقوق أو رفع تهم التقصير في عمل ما لضج
المكان بأصوات تلك الألسن الطويلة .
وليس هناك أقوى ولا أرفع من صوت ذلك الشخص الذي وقف أمام القاضي . تجده يصرخ بأعلى صوته
ومن دافع الرأفة على نفسه فأول كلمة ينطق بها وبنبرة عالية ( أنا مظلوم ) ويتبعها صرخات وصرخات .
ولكن القاضي لا ينصت له بل يسكته ويمنعه من الكلام إذن صوت ذلك الشخص لم يرفع الظلم عنه .
حتى لو مظلوما , لن يعيد حقه ولو كان صاحب حق .
وعندما يتقدم ( المحامي ) والذي يترافع أمام القاضي . فإن القاضي يوليه كل اهتمام ويستمع لكل
كلمة يقولها . وربما لا يقاطعه حتى ينتهى من كلامه .
لأنه وبكل اختصار يقول ويتكلم بحكمة العقل وليس بطول اللسان والصراخ . وبهدوء تام وصوت معتدل
كي يصل للقاضي وبكل وضوح .
وأسلوب الصراخ هو حيلة العاجز وحيلة الضعيف الذي ليس لديه شيء يقوله أو يبرر به موقف ما . لذلك يلجأ
لسلاح مع الأسف فاشل وهو رفع الصوت على من هو أمامه .
إن الهدوء بالقول وحكمة العقل هما ما يؤخذ بهما الحق .