وصف الله سبحانه رسوله الكريم بأعلى الأوصاف ، وأكمل الصفات وذكر ذلك في القرآن فقال: { وإنك لعلى خلق عظيم } (القلم:4) وكفى بشهادة القرآن شهادة . عن أبي سعيد
وصف الله سبحانه رسوله الكريم بأعلى الأوصاف ، وأكمل الصفات وذكر ذلك في القرآن فقال: { وإنك لعلى خلق عظيم } (القلم:4)
وكفى بشهادة القرآن شهادة .
عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي ـ يومئذ آدم فمن سواه ـ إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر " رواه الترمذي .
ومعنى قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا فخر : أي لا أقوله تكبرا وتفاخرا وتعاظما على الناس، بل أقوله تواضعا وشكرا لله ولأنه من البلاغ الذي كُلف به من رب العزة سبحانه وتعالى أن يبلغه للناس بأنه سيدهم وهذا عن أمر وتكليف من الله تعالى له , إنه يعلمهم أنه سيدهم .
خلق التواضع من الأخلاق الفاضلة الكريمة ، والشيم العظيمة التي حث عليها الإسلام ورغَّب فيها ، وتمثله رسول الله صلى الله عليه وسلم منهجاً عملياً في حياته .
فقد كان صلى الله عليه وسلم مع علو قدره ، ورفعة منصبه أشد الناس تواضعاً ، وألينهم جانباً ، وحسبك دليلاً على هذا أن الله سبحانه وتعالي خيَّره بين أن يكون نبياً ملكاً ، أو نبياً عبداً ، فأختار أن يكون نبياً عبداً صلوات الله وسلامه عليه فهو صلى الله عليه وسلم لم يرض لنفسه أن يتصف بغير الوصف الذي وصفه الله به ، وهو وصف العبودية ، وأنه رسول مبلغ عن الله ، وليس له غاية غير ذلك مما يتطلع إليه الناس، ويتسابقون إليه .
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، بقوله : ( يا عائشة لو شئت لسارت معي جبال الذهب ، جاءني مَلَك ، فقال : إن ربك يقرأ عليك السلام ، ويقول لك : إن شئت نبيًا عبدًا ، وإن شئت نبيًا ملكًا ، قال : فنظرت إلى جبريل ، قال : فأشار إلي ، أن ضع نفسك ، قال : فقلت : نبيًا عبدًا ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لا يأكل متكئًا ، يقول : آكل كما يأكل العبد ، وأجلس كما يجلس العبد ) رواه الطبراني .
عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا محمد بن عبد الله ، أنا عبد الله ورسوله ، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله " أخرجه البخاري .
وخلق التواضع كان سمةً ملازمةً له صلى الله عليه وسلم في حياته كلها ، في جلوسه ، وركوبه ، وأكله ، وفي شأنه كله
ففي أكله وجلوسه نجده يقول :" إنما أنا عبد ، آكل كما يأكل العبد ، وأجلس كما يجلس العبد " رواه ابن حبان .
وفي ركوبه يركب ما يركب عامة الناس ، فركب صلى الله عليه وسلم البعير و الحمار والبغلة والفرس
قال أنس رضي الله عنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض، ويشهد الجنازة ، ويجيب دعوة العبد ، وكان يوم بني قريظة على حمار مخطوم بحبل من ليف " رواه الترمذي.
وكان يوصي صلوات الله عليه بالتواضع أخرج الإمام مسلم في صحيحه فقال : قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ خَطِيبًا فَقَالَ : « وَإِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ وَلَا يَبْغِ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ « قال صلى الله عليه وسلم : " ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله " رواه مسلم