تمر أيام رمضان، كأنها نسمات خفيفة عابرة في ليالي الصيف الطويلة، ومع مرورها، ربما يدب بعض الكسل في قلوب البعض، فكيف بهؤلاء أن ينجوا من هذا الكسل؟.. لمثل هؤلاء عليهم
تمر أيام رمضان، كأنها نسمات خفيفة عابرة في ليالي الصيف الطويلة، ومع مرورها، ربما يدب بعض الكسل في قلوب البعض، فكيف بهؤلاء أن ينجوا من هذا الكسل؟.. لمثل هؤلاء عليهم أن يلزموا بقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».. إذ يقول فيها الإمام ابن تيمية رحمه الله: «بقول لا حول ولا قوة إلا الله يحمل بها الأثقال، ويكابد بها الأهوال، وينال بها رفيع الأحوال.. فحول تعني كل تحول من حال إلى حال، فليس للعالم حركة ولا تحول ولا قدرة على ذلك التحول إلا بالله عز وجل».
وهو ما يؤكد عدد من العلماء بأن كلمة «لا حول ولا قوة إلا بالله لها تأثير في دفع داء الهم والغم والحزن، بسبب ما فيها من كمال التفويض والتبرؤ من الحول والقوة إلا به، وتسليم الأمر كله له وعدم منازعته في شئ منه».
فضل لا حول ولا قوة إلا بالله
من يعلم فضل كلمة لا حول ولا قوة إلا بالله سيدرك أنها كنز من كنوز الجنة، ولما وهي التي قال نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم في حقها العديد من الأحاديث الشريفة، ومنها ما روي عن عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أعلمك كلمة هي كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله»، وعن عياش الزرقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال إذا أصبح: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكتب له عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي، وإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح».. إذن من داوم عليها رفع الله عز وجل عنه الكسل في الأيام المباركات، والتي يواكب فيها ليلة هي خير من ألف ليلة، فاللهم اكتبها لنا جميعًا.
مواجهة الكسل في رمضان
الكسل قد يتصوره البعض أنه الكسل الصحي وكسل البدن، ولكن الكسل الأخطر هو الكسل عن العبادات، وها هو رمضان لا يتبقى فيه سوى سويعات قليلة، وبالتالي لن يكون هناك فرصة للكسل، وإنما على الجميع أن يشمر من ساعده، لأنها سويعات ستمر ولن تعود، لذا علينا أن نتبع هدي نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم في التعامل مع أواخر شهر رمضان المبارك، فقد كان النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يعملها في بقية الشهر، ومنها ما جاء في حديث ما المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر»، فهلا شمرنا عن سواعدنا جميعًا عسى أن ندرك هذه الساعات القليلة المتبقية من رمضان؟.