أَبُو مُحَمَّد سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ بنِ أبي عِمرانَ مَيمونَ الهِلاليّ (107هـ - 198هـ ق. 725م - 814م)، هو محدث من تابعي التابعين. ولد ونشأ بالكوفة وسكن مكة وتوفي بها. طلب
أَبُو مُحَمَّد سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ بنِ أبي عِمرانَ مَيمونَ الهِلاليّ (107هـ - 198هـ ق. 725م - 814م)، هو محدث من تابعي التابعين. ولد ونشأ بالكوفة وسكن مكة وتوفي بها. طلب الحديث وهو غلام وسمَّع في سنة 119 هـ وبعدها: علقمة بن مرثد ويعلى بن عطاء ووقدان أبي يعفور العبدي وشبيب بن غرقدة البارقي ويحيى بن دينار وأبا إسحاق السبيعي وعاصم بن أبي النجود وغيرهم. له من الشيوخ الكثير وجُلُّهم من التابعين، فلا يكون بينه وبين الصحابي سوى شخص واحد ولا بينه وبين محمد ﷺ إلا شخصان؛ تابعي وصحابي.
لقي كبار السَّلف وأخذ عنهم عِلمًا جمًّا، وكان حافظًا ثقةً، واسعَ العلم كبيرَ القدر. عَمَّر دهرًا وانتهى إليه علوُّ الإسناد. عاش في القرن الثاني الهجري، فلم يكُن يَتَّبع فقه أحد، بل كان صاحب مذهب مُستقلٍّ، فهو من أئمة الفقه والحديث البارزين، كان مُضاهيًا للإمام مالك، إذ قال عنه الشافعي: «مالك وسفيان بن عيينة القرينان، يعني في الأثر».
لكن فقهه كان قليلاً وذلك لتجنُّبه الفتوى ورعًا.
اقتصرت أقواله وآراؤه على أحكام العبادات
والمعاملات والأحوال الشخصية، ومسألتين؛ إحداهما في الأطعمة (جواز أكل لحم الثعلب)، والأخرى في الجنايات (قبول شهادة المحدود حد القذف بعد توبته)، وقد اشتركت كتب المذاهب الفقهية الأربعة في نقل أقواله، ولا سيما كتابا المجموع والمغني.
نسبه وأسرته
نسبهسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ بنِ أبي عِمرانَ مَيمونَ الهِلاليّ الكوفيّ ثم المكّيّ، مَولى مُحَمَّدٍ بنِ مُزاحِم، وقِيل هو مَولى عبد الله بن رُوَيبة من بني هِلال بنِ عامرٍ بنِ صَعْصَعَة، رهطِ ميمونة زوج النبي ﷺ. كنيته أبو محمد، ولُقِّب بشيخ الإسلام وشيخ الحجاز.أسرتهوالده عُيَيْنَة يُكنَّى أبا عِمران، وكان من عُمَّال خالد بن عبد الله القَسْري، فلما عُزِل عن العراق وولي سفيان بن عمر الثقفي طلب عمال خالد فهربوا منه، فلحق عُيَينة بمكة فنزلها. وقيل إن جَدَّه ميمون هو المُكنَّى بأبي عِمران وهو الذي كان من عُمَّال خالد في العراق، ثم هرب فنزل مكة. وفي رواية لسفيان قال: «كان أبي صيرفيًّا بالكوفة فركِبه دَين فحملنا إلى مكة». كان له تسعة إخوة، لم يروِ الحديث منهم إلا أربعة: عمران (صدوق له أوهام) وإبراهيم (صدوق يهِم) وآدم (لا يُحتجّ به) ومحمد (صدوق له أوهام). ولم يُعلم أنه تزوَّج قطّ، ولم يُعلم له ولد، «قيل له: ألا تتزوج؟ قال: أتزوج امرأةً تموتُ؟».