رزق الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم سبعة أولاد من البنين والبنات ، وكان له من بناته حفدة من الجنسين ، كما كان في حجره أولاد زوجاته من غيره ، و هذه هي تراجمهم :
أولا: البنين وعددهم ثلاثة وهم : القاسم بن محمد صلى الله عليه وسلم . وهو أكبر أولاد النبي صلى الله عليه وسلم وبه كان يكنى عن ابن عباس قال : كان أول من ولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل النبوة القاسم ، وبه كان يكنى )) [1]، و قيل عاش حتى مشى . [2] توفي القاسم بمكة وهو ابن سنتين . [3]
عبد الله بن محمد صلى الله عليه وسلم . وهو أول من ولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد البعثة ، فسمي الطيب والطاهر. [4]
مات بمكة ، وبعده انقطع نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة دون أن يولد له ، فقال العاص بن وائل السهمي : قد انقطع ولده فهو أبتر، فأنزل الله تبارك وتعالى سورة الكوثر .
إبراهيم بن محمد صلى الله عليه وسلم . ولد في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة )) [5]، وعق عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بشاة يوم سابعه وحلق رأسه فتصدق بزنة شعره فضة على المساكين ، وأمر بشعره فدفن ، وسماه إبراهيم ، وكانت قابلته سلمى مولاة النبي صلى الله عليه وسلم ، فخرجت إلى زوجها أبي رافع فأخبرته بأنها قد ولدت غلاما ، فجاء أبو رافع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبشره فوهب له عبدا )) [6]، وذلك لسروره بولادة ابنه إبراهيم .
و عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال : لما ولد إبراهيم تنافست فيه نساء الأنصار أيتهن ترضعه ، فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم بردة بنت المنذر بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، وزوجها البراء بن أوس بن خالد بن الجعد بن عوف ابن مبذول بن عمرو بن غنم بن عدي بن النجار، فكانت ترضعه وكان يكون عند أبويه في بني النجار ويأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم أم بردة فيقيل عندها ويؤتى بإبراهيم )) [7].
ولما مات إبراهيم حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا ، وحزن المسلمون لموت إبراهيم وتألموا لذلك ، واهتموا بتجهيزه ودفنه ، عن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عن أمه سيرين قالت : حضرت موت إبراهيم فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما صحت أنا وأختي ما ينهانا ، فلما مات نهانا عن الصياح، وغسله الفضيل بن عباس، ورسول الله والعباس جالسان، ثم حمل فرأيت الرسول على شفير القبر والعباس جالس إلى جنبه ونزل الفضل بن عباس و أسامة بن زيد ، وأنا أبكي عند قبره، ما ينهاني أحد، وخسفت الشمس في ذلك اليوم فقال الناس لموت إبراهيم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها لا تخسف لموت أحد ولا حياته )) [8].
وكان ذلك في العاشر من ربيع الأول سنة عشرة من الهجرة . [9]