يُثيرُ إعجابي الشديد أنّ ملايين الكتب تُطبع وتُباع في الاتحاد السوفياتي وأميركا والبلاد الأوروبية. وأنّ معظم الناس في تلك البلاد يقرؤون ويتذوقون، ويصحبون معهم الكتاب أنّى توجهوا كزاد الطعام، وأنّهم
يُثيرُ إعجابي الشديد أنّ ملايين الكتب تُطبع وتُباع في الاتحاد السوفياتي وأميركا
والبلاد الأوروبية. وأنّ معظم الناس في تلك البلاد يقرؤون ويتذوقون، ويصحبون
معهم الكتاب أنّى توجهوا كزاد الطعام، وأنّهم " يتموّنون " من الكتب من أجل
مطالعتهم الشهرية وحتّى السنوية، كما نتموّنُ نحن العرب من الفول والبصل
والثوم.
وقرأتُ مرة تعليقاً لصاحب دار نشر كُبرى في الغرب، أنّه قسّم الكتاب إلى نوعين:--
الأول: تافهٌ مسلّي يُقرأ مرّة واحدة، ثم يُطرح كالورقة الخاسرة من أوراق اليانصيب
أو كعود الثقاب المحترق .
والنوع الثاني الكتاب القيّم الناجح يُطالعه القراء عشرين مرّة وأكثر
وأيضاً قسّم القارئ إلى نوعين: الاول : يقرأ الكتاب بلا فكر وروية تماماً كما يقرأ
الإعلان عن السلع والبضائع
والثاني: يقرأ بقلبه وعقله، ويستخلص منه التجربة النافعة، والحكمة الغالية.
تذكّرتُ – وأنا أكتب هذه الكلمات – رجلاً من أهل الغرب قالت عنه بعض الصحف
أنّه يقرأ طوال حياته وساعاته،
ولمّا سُئل عن ذلك أجاب بأنّه يشعر أنّ كتب البشرية بكاملها لا تكفيه، وأنّه
يحسُّ بالأسف لأنّ الحيوانات لا تستطيع أن تؤلّف !!
ويتمنّى لو يعرف ماذا يجول في عقل البغل والحمار من أفكار وانطباعات !!