عن قتادة بن النعمان رضي الله عنه أنه قاتل يوم أحد، فأصابه سهمٌ أخرج إحدى عينيه من مكانها، فسعى إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو يحملها في يده، فأخذها – صلى الله عليه وسلم – وأعادها إلى موضعها ودعا له، فعادت إلى طبيعتها، وكانت أجمل عينيه وأقواهما إبصارًا)؛ رواه الإمام الطبراني، وصحَّحه أبو عوانة، وقوَّاه الألباني.
عن يزيد بن أبي عبيد قال: "رأيت أثر ضربة في ساق سلمة، فقلت: يا أبا مسلم، ما هذه الضربة؟ فقال: هذه ضربة أصابتني يوم خيبر، فقال الناس: أصيب سلمة، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فنفث فيه ثلاث نفثات، فما اشتكيتها حتى الساعة"؛ رواه البخاري.
عن عبد الله بن عتيك رضي الله عنه حينما أرسله النبي - صلى الله عليه وسلم - لقتل أبي رافع اليهودي، فانكسرت ساقه أثناء تلك المهمة، فطلب منه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يبسط قدمه، فمسح عليها، فجبر الكسر الذي أصابه واستطاع أن يمشي عليها من لحظته)؛ القصة رواها الإمام البخاري.
عن السائب بن يزيد رضي الله عنه كان يشكو من وجع، فمسح النبي - صلى الله عليه وسلم – على رأسه ودعا له بالبركة، ثم توضَّأ فشرب السائب من وضوئه، فزال عنه الألم)؛ رواه البخاري.
ويذكر المؤرِّخون أن السائب بن يزيد طال عمره حتى زاد عن التسعين عامًا وهو محتفظ بصحَّته ولم تظهر عليه آثار الشيخوخة، وذلك ببركة دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم.
وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنه مرض مرضًا شديدًا ألزَمه الفراش حتى لم يعد يميز من حوله، فزاره النبي - صلى الله عليه وسلم - بصحبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ودعا عليه الصلاة والسلام بماء فتوضأ منه ثم رشَّ عليه، فأفاق من مرضه؛ رواه البخاري ومسلم.
قال أهل العلم: وإلى جانب علاج الأمراض الحسية، كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - تأثيرٌ في علاج الأمراض المعنوية، ومن ذلك ما ورد في الحديث:
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: (إن فتى شابًّا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا!، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه، فقال: ادنه، فدنا منه قريبا، قال: فجلس، قال: أتحبه لأمك؟، قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أفتحبه لابنتك؟، قال: لا واللَّه، يا رسول اللَّه جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم، قال أفتحبه لخالتك؟ قال: لا واللَّه جعلني اللَّه فداك، قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم قال: فوضع يده عليه وقال: اللَّهمّ اغفر ذنبه وطهر قلبه، وحَصِّنْ فرْجَه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء)؛ رواه أحمد، وفي رواية أخرى: (وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهِّر قلبه، وحصِّن فرجه)؛ رجاله رجال الصحيح[1].
فببركة دعائه صلى الله عليه وسلم أزال الله من قلب هذا الشاب طغيان الشهوة فلم يعد يلتفت إلى النساء.