هو مفهوم نظري في علم النفس، ينطوي على الافتراض المتمثل بوجود تسلسل من السمات والتجارب المتصلة بالشخصية، التي تتراوح بين الحالات التصورية الانفصالية الطبيعية والحالات الذهنية المتطرفة كتلك المرتبطة بالذهان
هو مفهوم نظري في علم النفس، ينطوي على الافتراض المتمثل بوجود تسلسل من السمات والتجارب المتصلة بالشخصية، التي تتراوح بين الحالات التصورية الانفصالية الطبيعية والحالات الذهنية المتطرفة كتلك المرتبطة بالذهان ولا سيما الفصام. يتناقض تسلسل الشخصية المُفترض في النوع الفصامي مع منظور تصنيفي بخصوص بالذهان، إذ يُعتبر الذهان -وفقًا لهذا المنظور- بمثابة حالة ذهنية معينة (وعادةً ما تكون مرضية) قد يعاني منها الشخص أو لا.
تطوير المفهوم
يقترن المنظور التصنيفي بخصوص الذهان بإميل كريبلين، الذي وضع معاييرًا للتشخيص الطبي وتصنيفًا للأشكال المختلفة من الأمراض الذهانية. ميّز كريبلين بين الخرف المبكر (الذي يُسمى الآن بالفصام) وجنون الهوس الاكتئابي (أي اضطراب ثنائي القطب) من جهة، والحالات غير الذهانية من جهة أخرى. أبقت أنظمة التشخيص الحديثة المُستخدمة في الطب النفسي (كالدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية مثلًا) على هذا المنظور التصنيفي.وفي المقابل، لم يؤمن الطبيب النفسي يوجين بلويلر بوجود حد فاصل واضح بين الرشد والجنون، بل نظر إلى مفهوم الذهان باعتباره مجرد تعبير متطرف عن الأفكار والسلوكيات التي قد يختبرها جميع الأشخاص بدرجات متفاوتة.وضع بعض من علماء النفس (مثل هانز آيزنك وغوردون كلاريدج) مفهوم الذهان باعتباره طيفًا، إذ سعى هؤلاء العلماء إلى فهم الاختلافات غير المألوفة في الفكر والسلوك بالاستناد إلى نظرية الشخصية. تصوّر آيزنك الاختلافات المعرفية والسلوكية باعتبارها سمةً شخصيةً واحدةً، أي الذهانية.أطلق كلاريدج على مفهومه اسم النوع الفصامي واعتبر سمة الشخصية هذه أكثر تعقيدًا مما كان يُعتقد سابقًا واقترح تقسيمها إلى أربعة عوامل، وذلك بعد توصله إلى هذه النتيجة من خلال دراسته للتجارب غير المألوفة لدى عموم الناس وتجميعه للأعراض التي ظهرت على الأفراد المصابين بالفصام.
التجارب غير المألوفة: قابلية تعرض الفرد لتجارب إدراكية حسية غير مألوفة وتجارب معرفية أخرى، مثل الهلوسة، والاعتقادات السحرية والخرافية وتفسير الأحداث بناءً عليها.
الفوضى المعرفية: قابلية تعرض الأفكار لخروج عن مسارها أو لسوء التنظيم أو للانحراف.
انعدام التلذذ الانطوائي: الميل إلى اختبار سلوكيات انطوائية وغير اجتماعية وراكدة على الصعيد العاطفي، فضلًا عن اختبار قصور في القدرة على الشعور بالمتعة الناجمة عن تحفيزات اجتماعية أو جسدية.
اللاامتثالية الاندفاعية: قابلية اختبار الفرد لحالات مزاجية وسلوكية غير مستقرة، ولا سيما فيما يتعلق بالقواعد والأعراف الاجتماعية.