كان المهاجرون قد أقبلوا إلى المدينة وهم لا يملكون من أمر الدنيا شيئًا، حيث تركوا أموالهم وما يملكون خلف ظهورهم، وأقبلوا على ما عند الله عز وجل يرجون رحمته ويخافون
كان المهاجرون قد أقبلوا إلى المدينة وهم لا يملكون من أمر الدنيا شيئًا، حيث تركوا أموالهم
وما يملكون خلف ظهورهم، وأقبلوا على ما عند الله عز وجل يرجون رحمته ويخافون
عذابه، استقبلهم الأنصار الذين تبوؤوا الدار وأكرموهم أشد إكرام ولم يبخلوا عليهم بشيء من
حطام الدنيا في صورة يعجز عن وصفها اللسان ويضعف عن تعبيرها البيان : عن أنس بن
مالك رضي الله عنه قال: «لما قدم المهاجرون المدينة نزلوا على الأنصار في دورهم، فقالوا:
يا رسول الله، ما رأينا مثل قوم نزلنا عليهم أحسن مواساة في قليل، ولا أبذل في كثير منهم،
لقد أشركونا في المهنأ وكفونا المؤنة، ولقد خشينا أن يكونوا ذهبوا بالأجر كلِّه. فقال رسول
الله صلّ الله عليه وسلم: كلَّا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم به عليهم».