-==(( الأفضل خلال اليوم ))==-
أفضل مشارك : أفضل كاتب :
بيانات أميرة الياسمين
اللقب
المشاركات 1158
النقاط 810
بيانات اسير الاحزان
اللقب
المشاركات 101113
النقاط 179614

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ إعلانات منتديات غيمة عطر) ~
 
 
 
{ دعم فني للمنتديات   )
   
{ مركز رفع الصوروالملفات   )
   
{ فَعِاليَآت غيمة عطر ) ~
                             



الإهداءات

آثار الذنوب والمعاصي

الخطبة الأولى الحمدُ لله ذي الفضل والنِّعَم، والجودِ والكرم، علَّم بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يعلم، أحمده سبحانه وأشكره، هدى ويسَّر، ووفَّق وألهم، وأطلع على الأسرار والحِكَم، وأشهد أن لا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم منذ 5 يوم
اۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
Awards Showcase
 
 عضويتي » 3
 جيت فيذا » Mar 2017
 آخر حضور » منذ 40 دقيقة (10:44 PM)
آبدآعاتي » 145,793
 حاليآ في » 7up
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » اۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ has a reputation beyond reputeاۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ has a reputation beyond reputeاۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ has a reputation beyond reputeاۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ has a reputation beyond reputeاۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ has a reputation beyond reputeاۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ has a reputation beyond reputeاۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ has a reputation beyond reputeاۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ has a reputation beyond reputeاۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ has a reputation beyond reputeاۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ has a reputation beyond reputeاۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ has a reputation beyond repute
الاعجابات المتلقاة : 241
 آوسِمتي »
 
افتراضي آثار الذنوب والمعاصي

Facebook Twitter



الخطبة الأولى

الحمدُ لله ذي الفضل والنِّعَم، والجودِ والكرم، علَّم بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يعلم، أحمده سبحانه وأشكره، هدى ويسَّر، ووفَّق وألهم، وأطلع على الأسرار والحِكَم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً مبرَّأة من الشكِّ والريب والتّهم، وأشهد أنَّ سيدنا ونبيَّنا محمَّدًا عبد الله ورسوله النبي الأعظم، والهادي الأكرم، المبعوث للعرب والعجم، صلى الله عليه وبارك وسلّم، وعلى آله وأصحابه هم بدين الله أعلم، ومنهاجُهم أسلم وأحكم، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

فاتَّقوا الله عبادَ الله، اتقوا اللهَ وراقبوه، وأطيعوا أمرَه ولا تعصوه، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، فمن اتَّقى الله وقاه، ومِن كلِّ ما أهمَّه كَفاه.



معاشرَ المسلمين، إنَّ ممَّا جاء في مشكاةِ النبوَّة قولَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((مَن أصبحَ منكم آمنًا في سِرْبه، مُعافًى في جَسَده، عنده قوتُ يومِه، فكأنَّما حِيزَت له الدُّنيا))؛ رواه الترمذي وابن ماجه من حديث عبدالله بن محصن رضي الله عنه وحسَّنه الألباني.



فجعلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصولَ حيازة الدنيا ثلاثةَ أشياء: الأمنَ في الأوطان، والمعافاة في الأبدان، والرزقَ والكفاف، ففَقْدُ الأمْنِ فَقْدٌ لثُلُث الحياة، والثلثُ كثير.



عباد الله، ولما كان الأمنُ ثُلُثَ العَيش امتنَّ الله به على الأسلافِ مِن قُريش: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 3، 4].



أيُّها المسلمون، الأمنُ والأمان والطمأنينة والاستقرار مطلبٌ ضروريٌّ من مطالبِ الإنسان، ففي ظلِّ الأمن يرغَد العيشُ، وينتشر العِلم، ويتفرَّغُ الناس لعبادةِ ربهم ومصالح دنياهم، وتنبُت شجرةُ الهناء؛ لذا كانت دعوةُ إبراهيمَ الخليل عليه السلام: ﴿ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ ﴾ [إبراهيم: 35 - 37]، فانظر كيف قدَّم الأمنَ على طلب الرزق؛ لأنه لا يهنَأ عيشٌ بلا أمان.



أيها المسلمون، إلَّا أنه ليس بين الله وبينَ أحدٍ نَسَبٌ، فبِقدر الإيمان والتَّقوى تكون النِّعَم والخيرات، نَعم الإيمانُ والتقوى بهما تُفتَح بركاتُ الأرض والسماء، بهما يتحقَّق الأمنُ والرخاء، وصدقَ الله: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96].



الأمنُ مربوطٌ بالإيمان، ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82]، أمَّا إن بدَّل العِبادُ وغيَّروا فإنَّ سُنَن الله لا تحابي، وقد قال: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112].



إنَّنا - ولله الحمد- لا زِلْنا في خيرٍ من الله بديننا وفضلِ الله علينا، لكن النُّذُر الإلهية مذكِّرةٌ لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد، ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، فحِفظُ النِّعم وتفادِي النِّقم لا يكون إلَّا بطاعةِ الله ورسوله، ومَن خالف جَرَت عليه سنَّةُ الله، وإنَّ ما يُصيب المسلمين اليومَ لهي نذُرٌ إلهيَّة لئلَّا ينسى الناسُ ربَّهم، ليعودَ الشارِد، ويتنبَّه الغافِل، ويستغفرَ المذنب.



إنَّ المعاصيَ والذنوب سَبَبٌ رئيس للخوفِ والقَلَق والمصائِب والفِتن، قال الله تعالى مُحَذِّرًا مِن مخالفةِ رسوله صلى الله عليه وسلم ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63]، ولمَّا أمر الله تعالى بطاعته وطاعةِ رسوله في قوله سبحانه: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63] قال فيما بعد: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: (أمَرَ اللهُ المؤمنين ألَّا يُقِرُّوا المنكرَ بين أظهرهم، فيعمَّهم العذاب).



ثمَّ بعدها امتنَّ الله على المؤمنين بتذكيرهم بما كانوا عليه من خوفٍ، ثم آمنهم في إشارةٍ إلى أنَّ مخالفةَ أمرِ الله ورسوله مُؤذِنة بالفتن والخوفِ وانعِدام الأمن: ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ ﴾ [الأنفال: 26].



أيُّها المسلمون، طاعةُ الله ورسولِه سبيلٌ للثَّبات والنجاة من الأزَمات، ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾ [النساء: 66 - 68].



الذنوبُ والمعاصي عباد الله كم أزالت من نعمة، وكم جلبت من نقمة، وكم أحلَّت من مذلّة وبَلية، وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة ما يعود على الفرد والجماعة، وما يصيب القلبَ والبدن، وما يعمُّ الدنيا والآخرة، ما لا يعلمه إلَّا الله جل وعلا، وإن من أضرار الذنوب والآثار السيئة للمعاصي يعود على الناس كافة، ويضرُّ بالمجتمع عامة.



فمن تلك الأضرار البالغةِ والآثار السيئة أن المعاصي سببٌ لحرمان الأرزاق، وسببٌ لفشوِّ الفقر وحرمان البركة فيما أُعطي العباد، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (إنَّ للحسنة ضياءً في الوجه، ونورًا في القلب، وسَعة في الرزق، وقوَّة في البدن، ومحبةً في قلوب الخلق. وإن للسيئة سوادًا في الوجه، وظلمة في القلب، ووهنًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبُغْضًا في قلوب الخلق).



المعاصي والذنوبُ متى تفشَّت في المجتمع تعسَّرت عليه أمورُه، وانغلقت أمامَه السُّبُل، فيجدُ أفرادُه حينئذٍ أبوابَ الخير والمصالح مسدودةً أمامهم، وطرقَها معسَّرة عليهم، ولا غَرْوَ، فالله جل وعلا يقول: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4].



المعاصي سببٌ لهوان العبد على ربِّه وسقوطه من عينه، قال الحسن البصري رحمه الله: "هانوا عليه فعصوه، ولو عزُّوا عليه لعصمهم".



ومتى هان العبدُ على الله جل وعلا لم يُكرمْه أحدٌ، كما قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ﴾ [الحج: 18].



وإن المجتمعَ المسلم متى فَشَتْ فيه المعاصي والموبقاتُ وعمَّت بين أبنائه الذنوبُ والسيئات، كان ذلك سببًا في ذلته وصغاره أمام المخلوقات جميعها، ففي مسند أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((وجُعلت الذلة والصغارُ على من خالف أمري)) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما وصحَّحه الألباني.



فالعِزَّة إنما هي في تحقيق طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ﴾ [فاطر: 10].



لما فُتِحت قُبْرص بَكى أبو الدرداء رضي الله عنه، فقيل له: ما يبكيك في يوم أعزَّ الله فيه الإسلامَ وأهله؟ فقال: (ما أهون الخلق على الله إذا أضاعوا أمره، بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملكُ تركوا أمرَ الله فصاروا إلى ما ترى).



أيها المسلمون، من عقوبات المعاصي والآثام انتشارُ الأمراض النفسية بين أفراد المجتمع، وحلولُ المخاوف والقلق، وحصولُ الهمِّ والضجر. ذلكم أن الذنوبَ تَصرِف القلوبَ عن صحَّتها واستقامتها إلى مرضها وانحرافها، فلا يزال القلبُ مريضًا معلولًا لا ينتفع بالأغذية التي بها حياتُه وصلاحُه، فتأثير الذنوب في القلوب كتأثير الأمراض في الأبدان، بل الذنوبُ أمراضُ القلوب وداؤها، ولا دواء لها إلا بتركها.



قال جل وعلا: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴾ [الانفطار: 13، 14].



قال العلامة ابن القيم رحمه الله: "ولا تحسبنَّ أنَّ النعيم في هذه الآية مقصورٌ على نعيم الآخرة وجحيمها فقط، بل في دورهم الثلاثة هم كذلك، أعني: دار الدنيا، ودار البرزخ، ودارَ القرار. فهؤلاء - أي: أصحاب الطاعة - في نعيم، وهؤلاء - أصحابُ العصيان - في جحيم، وهل النعيم إلَّا نعيمُ القلب؟! وهل العذاب إلا عذاب القلب؟! وأيُّ عذابٍ أشدّ من الخوف والهمِّ والحزن وضيق الصدر؟!"؛ انتهى كلامه رحمه الله.



ولذا - عباد الله - فأهلُ الطاعة والتقوى في مأمن من الهموم والغموم، وفي بُعْد عن الضجر والقلق، ذلك بأنهم حقَّقوا طاعة الله، واجتنبوا معاصيَه، فربنا جل وعلا يقول: ﴿ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأنعام: 48]، ويقول عز من قائل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأحقاف: 13].



فاتقوا الله عباد الله، وحقِّقوا طاعتَه تفلحوا، واجتنبوا معاصيَه تسعَدوا، ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 71].



بارَك الله لي وَلكُم في القرآنِ العَظيم، ونفعني الله وإيَّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذِّكْر الحَكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفِر اللهَ لي ولَكم ولجميعِ المسلِمين من كلِّ ذنب فاستغفِروه، إنَّه هو الغفور الرَّحيم.



الخطبة الثانية

الحمدُ لله، يُحمَد بنعمته، وتُنال كرامتُه برحمتِه، ﴿ وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [القصص: 70]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه، وبعد:

أيَا عبدَ الله، حاسِب نفسَك قبلَ أن تُحاسَب، ولا تنظُر إلى الهالِك كيفَ هلك، ولكن انظُر إلى الناجي كيف نجا، ولا تمتدَّ بك حبالُ الأمانِي والغرُور، فالعمرُ قصير، والأجَل محدود، والناقِد بصير، وموقفُ العَرض على الله عَسير، إلَّا على من يسَّره الله عليه، ﴿ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾ [الحج: 47].



تأمَّل في مَطْعَمك ومَشْربك، وانظر ماذا تَرى وتسمَع وتقول، وماذا تُسِرُّ وتُعْلن، ولئن خَفِيت منك اليومَ خافية فهناك في أرض المحشَر يُكشَف الغطاءُ وتتكلَّم الجوارح، لقد جاءتك مِن ربِّك النذُر، فمن تذكَّر فإنما يتذكَّر لنفسه، وصدق الله: ﴿ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [يس: 70]، والتَّائبُ من الذنب كمن لا ذنبَ له، والله يعفو ويصفَح.



عباد الله، إن معصيةَ العاصي تعود على غيره بشؤم هذا الذنب، فيحصل الضرر حينئذٍ على الجميع، قال أبو هريرة رضي الله عنه: (إن الحُبارى لتموت في وكرها من ظلم الظالم)، ويقول غير واحد من أهل السلف: "إنَّ البهائم تلعن عصاةَ بني آدم إذا اشتدَّت السنة، وأمسك المطر، تقول: هذا بشؤم معصية ابن آدم".



الذنوبُ والمعاصي تجرِّئ على العبد ما لم يكن يجترئْ عليه من أصناف المخلوقات، فتجترِئ عليه الشياطينُ بالأذى والإغواء والوسوسة والتخويف والتحزين وإنسائه ما به مصلحتُه في ذكره ومضرَّته في نسيانه، ويجترِئ عليه حينئذٍ شياطينُ الإنس بما تقدر عليه من أذاه في غيبته وحضوره، بل ويجترِئ عليه أهلُه وخدمه وأولادُه وجيرانه، قال بعض السلف: "إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خُلُق دابَّتي وامرأتي"، ذلكم أن اللهَ يدفع عن المؤمنين الطائعين شرورَ وأضرارَ الدنيا والآخرة، فالله جل وعلا يقول: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [الحج: 38].



ألا وصلُّوا - عباد الله - على رسول الهدَى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].



اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولك محمَّد، وارضَ اللَّهُمَّ عن الخلفاءِ الأربعة الرَّاشدين.



اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين.

اللهمَّ أرِنا الحقَّ حقًّا وارزقنا اتِّباعه، وأرنا الباطل باطلًا، وارزقنا اجتنابه.

اللهم ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وتولَّى أمرنا.

اللهم إنا نسألك الهدى والتُّقى والعفاف والغنى.

اللهم جنِّبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

اللهم اجعلنا نشكرك ونذكرك حتى ترضى.

اللهم إنا نعوذ بك من جحد النعمة، اللهم إنا نسألك شكرها.



عباد الله ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل: 90، 91]، واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكرُ الله أكبر، الله يعلم ما تصنعون.



Nehv hg`k,f ,hgluhwd





رد مع اقتباس
قديم منذ 5 يوم   #2



 
 عضويتي » 846
 جيت فيذا » Apr 2021
 آخر حضور » منذ 3 ساعات (08:25 PM)
آبدآعاتي » 1,486
 حاليآ في » 7up
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » ڔڦــۃ ا̍حۡــڛۣــٰٱ̍๛ has much to be proud ofڔڦــۃ ا̍حۡــڛۣــٰٱ̍๛ has much to be proud ofڔڦــۃ ا̍حۡــڛۣــٰٱ̍๛ has much to be proud ofڔڦــۃ ا̍حۡــڛۣــٰٱ̍๛ has much to be proud ofڔڦــۃ ا̍حۡــڛۣــٰٱ̍๛ has much to be proud ofڔڦــۃ ا̍حۡــڛۣــٰٱ̍๛ has much to be proud ofڔڦــۃ ا̍حۡــڛۣــٰٱ̍๛ has much to be proud ofڔڦــۃ ا̍حۡــڛۣــٰٱ̍๛ has much to be proud ofڔڦــۃ ا̍حۡــڛۣــٰٱ̍๛ has much to be proud ofڔڦــۃ ا̍حۡــڛۣــٰٱ̍๛ has much to be proud of
الاعجابات المتلقاة : 50
 آوسِمتي »

ڔڦــۃ ا̍حۡــڛۣــٰٱ̍๛ متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله خيرا
وجعلة فى ميزان حسناتك




رد مع اقتباس
قديم منذ 3 يوم   #3



 
 عضويتي » 1
 جيت فيذا » Mar 2017
 آخر حضور » منذ 3 ساعات (08:05 PM)
آبدآعاتي » 101,113
 حاليآ في » fanta
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
 التقييم » اسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond repute
الاعجابات المتلقاة : 3999
أس ام أس ~
MMS ~
 آوسِمتي »

اسير الاحزان متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله خيرا
وبارك بك على طرحك الطيب
ولا حرمك الأجر




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
آثار, الذنوب, والمعاصي

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009