هذه همسات أخوية أحببت نشرها على جماهير المعلمين لعلها تصيب وبإذن الله لا تخيب، يستفيد منها من تواضعت نفسه وعرف أن غده خلاف أمسه ، وعلم أن المؤمن مرآة لأخيه فالإنسان مهما بلغ به الكمال لا يمكن له إدراك أخطائه ولا حصر عثراته .
أخي المعلم إنك تتعامل مع عقول بشرية وليست آلات معدنية يمكن للأبكم أن يتعامل معها لذا فالحمل عليك ثقيل والأمانة الملقاة على عاتقك عظيمة وسوف تحاسب عليها يوم لا ينفع مال ولا بنون .
أما هذه النصائح فهي من النصائح الثانوية فتلك الرئيسة قد تكلم فيها من هو اعلم مني وأجل بما لم يتركوا لي مجالاً لإضافة المفيد أو طرح الجديد …
إلا أنني سأسلط الضوء على أمور يدرك أهميتها المعلم الناجح الذي عرف أن وقوفه ف مكان ما في قاعة الدرس يصح وأحيانا لا يصح .
-النصيحة الأولى : الاهتمام بالمظهر العام للمدرس من حيث الثياب النظيفة واللائقة التي لا يتندر عليها ولا تكن من تلك الأنواع ذات الألوان الفاضحة الشاطحة .
ويتعلق بذلك الاهتمام بالرائحة أعني رائحة الثياب والجسد فالمعلم يقف أمام طلابه في بعض الفصول ساعة كاملة وربما مع الحركة تنبعث منه إفرازات سيئة تنفر وتكدر وفي أحيان كثيرة فإن من حولك يشعرون بما لا تشعر به ، فالأنسب والأفضل والأزكى هو استعمال الطيب ومزيل الرائحة وكذلك تعطير غرفة الصف قبل وصول الطلاب فيكون الجو باعثاً على النشاط ومثيراً للهمم .
النصيحة الثانية : ألا تكثر من المزاح والتعليقات الجارحة أو التدخل في خصوصيات الطلاب مما يتعلق بأهلهم وأسرهم فتزل بكلمة تكون كبيرة في حق طالب تجعل الاستدراك صعب في تلك الحالة .
النصيحة الثالثة : ألا يلتزم المعلم بكلمات مكررة يستعملها في حله وترحاله فيعرف بها وينبزه الطلاب بها ، فشقاوة الطلاب في بعض الأحيان تجعلهم ينادون المعلم فيما بينهم بكلمة أصبحت تسكن في لسانه لا تفارقه إلا قليلاً ..
النصيحة الرابعة : أن يتواضع لطلابه تواضعاً يليق بحاله من غير إفراط ولا تفريط فيسلم عليهم ويسأل عن أحوالهم ويحادثهم ويضاحكهم من غير سخرية ولا كبر ، والأهم من ذلك أن لا يجره الحديث عن تواضعه إلا أن يقول لهم : إنني لست بأفضل منكم وأن ذنوبي تملا ساحة المدرسة فحال السابقين ليس كحالنا وإحسان الظن الآن من قبل الطلاب ربما لا يكون حاضراً .
النصيحة الخامسة : طابق بين قولك وعملك وارسم في ذهن الطلاب مشاهد حية من أفعالك تدل على الأدب الكريم والخلق الحميد والقدوة الحسنة فبادرهم بالسلام وقدم الاعتذار عند الخطأ ولا تأخذك العزة بالإثم فتقول : أأعتذر لطلاب !
النصيحة السادسة : كن وسطاً بين الشدة واللين ونوع في الأساليب فنكتة تكسر الملل وأخرى تزيل الخجل وثالثة تبعث الأمل من غير أن ينحدر المستوى إلى تفاهات وحماقات ويصير حال الطلاب كحالهم مع المهرجين !
النصيحة السابعة : لا تكثر من مدح الذات ونفخ الانجازات واذكرها في وقتها من غير هالة ولا إطالة فتمل ويكثر التعليق عليها وحدث طلابك بما يعقلون لئلا تكذب واجعل الأدلة حاضرة في ذهنك والإقناع سيف مسلط على رقاب من يشكك في أقوالك مبيتاً نية إيقاعك في حرج .
النصيحة الثامنة : اجعل لعينيك لغة يفهمها الطلاب ولإيماءاتك دلالة ولوقوفك معنى وإشارة بحيث تستغني كثيراً عن الكلام ولا تشعر الآخرين بالطرف الملام فيصاب بالحرج فلعل إشارة منك لطالب كفيلة بتنبيه في محله من غير أن تصرف إليه القبلة .
النصيحة التاسعة : لا تخجل من قول الله أعلم فإنها كلمة تجعل المعلم في نظر طلابه عظيماً ولنفسه مقيماً عارفاً وترسخ في أذهان طلابك الأمانة العلمية التي يفتقدها جم غفير هذه الأيام .
النصيحة العاشرة : أحياناً يكون صمتك لغة يفهمها طلابك فاجعل منها لغة حين تتوقف اللغات وإيحاء عندما تنفد الإيحاءات وهمسة حين تتلاشى الهمسات .
هذه نصائح عشر نثرتها في صفحتي لعلها إن شاء الله تفيد اللبيب وتغني عن وصفات الطبيب
آمل أن تساهم في تطوير أعمال إخواني المعلمين وتقلل مما يعيق جهودهم وما يكدر صفوهم .
وإني على ثقة بأن أغلبهم يمارس كثير مما ذكر أعلاه ولكنها تذكرة وتبادل منفعة فإن كان ما قلت حق فتوفيق من الله وإن كان خلافه فمني والشيطان .