هي مشيئة القدر... فرضت نفسها وقالت كلمتها معلنةً ساعة الرحيل.
ساعةٌ لم تكن في الحسبان.. في غفلة منّا، سرقت زرقة عينين تشعّان فيضاّ من الأمل والقوة والسلام وحب الحياة، سرقت إبتسامةً تزرع المحبة والطمأنينة في النفس والروح، سرقتك قلباً وعقلاً كانا وسيظلّان للمستقبل جسور عبور، وللدروب مصابيح نور.
وكأنّ أفئدتنا تأبى الوداع لشدّة الغلاوة والمكانة فيها، ولأن الإيمان ترك بداخلها أمل اللقاء ساعة يسمو اللقاء، ولأننا لم نزل نراك، نسمعك، نشعر بوجودك في كلّ مكان وزمان، فأنت من بحكمتك زرعت فينا العزم والعلم والإيمان، فكنت الأب والأخ والمعلّم والصديق والإنسان.
بالأمس، كنت حقيقةً.. ضخكتك.. صوتك.. عبرك وعباراتك الممزوجة بحبر ما خُطّ على صفحات كتاب الحياة..
أمّا اليوم، فأنت الحلم الذي نراه ونسمعه كلّما أغمضنا جفوننا.. وكلّما شخصت نظراتنا إلى السماء..
من اليوم، وإلى حين ذاك اللقاء، يبقى الحنين وتبقى نبضات القلب تخبرنا عنك حقيقةً وحلماً.. لك منّا كلمات وفاء وحبّ من قلوبٍ مرويةٍ من حبّك وقوتك وحنانك، ووعد بأن نبقى على العهد بما أوصيت