صفقة مع الشيطان
من الخرافات الغربية الغريبة :
انه يمكن للإنسان الفاجر أن يعقد صفقة مع
الشيطان ويقصدون به :
إبليس وهو الشيطان
يبيع في تلك الصفقة روحه للشيطان مقابل أن يسهل له
الشيطان متاع الدنيا
بالطبع لا وجود لصفقة من هذا النوع الذى أسموه :
صفقة فاوست وهو كيميائى ألمانى يزعمون أنه عقد صفقة مع
الشيطان باع فيها روحه له مقابل المعرفة واللذة الدنيوية
والغريب هو أنه بالبحث عن فاوست في كتب التاريخ لم يعرفوا من هو ولا مكان وجوده وما عثروا عليه هو عدة أشخاص يحملون نفس الاسم
بالطبع هذه الخرافة حاكها المسرحيون والروائيون في مسرحيات وروايات مثل :
مسرحية فاوست لغوته أو جوته
مسرحية الطبيب فاوست لكريستوفر مارلو
ويقال أن إبليس يمنح من باعه روحه ملذات الدنيا ويجعله يصنع الخوارق من خلال ما يسمونه السحر الأسود
تقوم الخرافة على شيء لا وجود له وهو :
أنه لا يمكن عقد صفقة بين بشرى وجنى لأنه طبقا لقوله سبحانه :
" إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم"
يعنى استحالة اللقاء والحديث
أنه إبليس نفسه ليس في الأرض وإنما موجود في نار جهنم لأن اللعنة وهى العذاب الإلهى هو فيه حتى القيامة وهى يوم الوقت المعلوم لله كما قال سبحانه :
"وإن عليك لعنتى إلى يوم الدين "
والمقصود :
وإن لك العذاب حتى اليوم المعلوم وهو يوم البعث
وقد طرده الله من الجنة إلى النار مباشرة حيث قال :
" اخرج منها مذءوما مدحورا"
والمذءوم المدحور هو من في جهنم كما قال سبحانه :
"ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا"
أن الله قطع الاتصال بين الجن والإنس من عهد سليمان(ص) لأنه طلب من الله ألا يعطى أحد تلك المعجزات ومنها ظهور الجن والكلام معهم كما قال سبحانه على لسان سليمان(ص):
" رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغي لأحد من بعدى "
وحتى الرسول(ص) الخاتم نفسه لم يعلم بسماع الجن للقرآن منه إلا بعد نزول سورة الجن حيث قال سبحانه له :
" قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا"
إذا لا يمكن وجود صفقة من هذا النوع لامتناع اتصال البشر والجن
وأما الموجود في كتاب الله فهو بيع الدنيا بالآخرة ومعناه بيع الضلالة بالهدى كما قال سبحانه:
"أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين "
وهو ما يفسره قوله سبحانه :
"الذين اشتروا الحياة الدنيا بالأخرة "
وفسره بأنهم اشتروا الكفر بالإيمان حيث قال :
"إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان"
وهذه الصفقة يعقدها كل كافر مع نفسه بوسوسته الشريرة لنفسه كما قال سبحانه :
"ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه"
ومن ثم يتم إلقاء التهمة على إبليس كذبا مع أن الشياطين إنس وجن وفيهم قال سبحانه:
"وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا"
ومن يظنوا أن إبليس هو من يوسوس لهم عليهم أن يفكروا جيدا كيف يتواجد إبليس في سبعة أو ثمانية مليار نفس في نفس الوقت ؟
لا يمكن لأحد أن يتواجد في مكانين في وقت واحد فكيف نتخيل هذا التخيل الكاذب أن إبليس موجود فى كل تلك النفوس البشرية في بلاد الأرض المتنوعة والبعيدة عن بعضها البعض ؟
الحقيقة أن كل إنسان فيه جزء في تركيبته النفسية هو الشهوات هو من يزين له حب الشهوات ويسميه الله أحيانا الهوى الضال كما قال سبحانه :
" أفرأيت من اتخذ إلهه هواه"
وأحيانا يسميه الشهوات كما قال :
" إن يتبعون إلا الشهوات "
وفسره أيضا بالشيطان المريد فقال :
"ويتبع كل شيطان مريد"
وفسره أيضا بأنه الظن حيث قال :
" إن يتبعون إلا الظن "
وأيضا هناك تفسيرات بكلمات أخرى كلها تعنى شيء واحد وهو أن الإنسان يتبع إرادته أي مشيئته كما قال سبحانه :
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
ولو كان هناك من يضلنا سوانا ما عاقبنا الله ولا حاسبنا وإنما نحن من نضل أنفسنا كما قال:
" وما يضلون إلا أنفسهم"
إذا إبليس عصى الله وينال عقاب عصيانه حاليا في النار وكل ما قاله لله عن اغواء البشر كذب فهل نظن أن أول كافر بالله يقول صدقا وأما ما يقال من اتباع إبليس فهو تقليد الناس لعصيانه لكن هم من يضلون أنفسهم ولذلك يستحقون العقاب مثله