الدلال مرتبة من مراتب الحب بين الزوجين، ولكن غالبا الدلال صفة أخص بالزوجة، وبه تحلو الحياة الزوجية، وتبدو غضة طرية، وبدونه تكون العلاقة الزوجية جافه قاتمة، ويكون تعامل الزوجين فيها أشبه بتعامل الموظفين في القطاعات الإدارية، يتحدثون بصوت مرتفع، وبأوامر تنفيذية، لا تشتم منها رائحة التواصل العاطفي، ولا تتذوق فيها طعم المودة والرحمة. يقال دائما أن المرأة بطبعها طيبة وحنونة، ويقال أيضا أن الرجل ما هو إلا طفل كبير، ولذلك فإن كلا من الطرفين في حاجة ماسة إلى التدليل من الطرف الآخر، سواء عن طريق الكلمة أو اللمسة أو بأي تصرف آخر يعبر به الزوج أو الزوجة عن حبه لطرفه الآخر.
طبيعة المشكلة أغلب الزوجات – إلا ما رحم ربي- تركن رقة الدلال، وتعجن بعجينة خشنة الملبس، ولبسن عباءة الرجال تحت مسميات المساواة وإثبات الذات .. أما الرجولة فحدث ولا حرج عن ذكورة سُرقت منها معاني الرجولة والبذل والعطاء، واكتفت بالمظاهر الخشنة، وأنماط السيطرة، ولغة الأوامر وكأننا في ثكنة عسكرية. والقضية غريبة، فلا المرأة صارت ترضى بأنوثتها، ولا صارت تعتز بدلالها، ولا هي تريد أن تعرف كيف توظف دلالها ورقتها لإنجاح حياتها الزوجية، بل بعضهن يرون أنه لا جدوى من الدلال في ظل حياة مليئة بالمشاكل والضغوط، تفترض منا الأسلوب العملي الجاف في التعاطي. كما يجهل الزوج بدوره الاعتراف بأن له دورا إيجابيا في تدليل زوجته للاستمتاع بأنوثتها كاملة، وكي يصبح هو بدوره الزوج المدلل في البيت .. فلا المرأة تصبح أنثى دون رجولة زوج يعرف معنى العطاء، ولا الرجل سينعم بمعاملة كريمة ترضي غروره إذا تعمد إهمال أنوثة زوجته.
الوعي المتهم الأول يقول د. طاهر شلتوت ( استشاري طب نفسي ): إن عدم وجود وعي بمتطلبات ومهارات الزواج الناجح هو الذي يدفع الزوجين لإهمال سلوك التدليل والترقق بينهما، كما أن هناك اعتبارات أخرى تعوق إمكانية أن يتعاملا بدلال ودلع، خصوصا أن كثيرا من الزيجات يضطر فيها الزوجان أن يعيشا في بداية حياتهما الزوجية مع الأهل، مما يخلق نوعا من الحرج الشديد لدى الزوجين في إظهار عواطفهما بصراحة، لأنهما قد يتعرضان للوم والتقريع من قبل الحماة مثلا، وقد تبدأ أطراف أخرى في اتهام الزوج الذي يدلل زوجته بأنه ضعيف الشخصية، مما يدفع بالزوج المخدوع إلى الشدة والجدية الشديدة في تعاطيه مع زوجته ليثبت أمام الجميع أنه «سي السيد»