بسم الله الرحمن الرحيم من النعم العظيمة التي امتن الله تعالى بها على عباده نعمة البيوت , قال تعالى:{وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا
من النعم العظيمة التي امتن الله تعالى بها على عباده نعمة البيوت , قال تعالى:{وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ } (80) سورة النحل.
وكان من دعاء امرأة فرعون أن يبني الله لها بيتاً عنده في الجنة قال تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (11) سورة التحريم.
فالبيت نعمة لا يعرف قيمته وفضله إلا من فقده وعاش في ظلمات سجن أو في غربة أوفي فلاة ، وفي البيت يجد المسلم راحته وهدوء باله، وفيه السكن والراحة والمودّة في خضمّ مشاكل الحياة. وطريق الفوز والنجاة والفلاح في الدنيا والآخرة لا يبدأ إلا بِصلاح البيوت وتربيتها على الإيمان والقرآن والذكر؛لأن الخسارة ستكون فادحة وعظيمة يوم يخسر الإنسان أهله ويُضّيع من يعول:{قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} الزمر:15.
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" كفى بالمرء إثماً أن يُضَيعَ مَنْ يَقُوت ".(حديث حسن، وصححه الحاكم والذهبي. وأخرجه مسلم بنحوه من طريق أخرى) .
والبيت أمانة يحملها الزوجان، ولا بد أن يقيما أسسه على تقوى من الله وإيمان لأن البيت المؤمن السعيد هو البيت الذي جعل منهجه الإسلام قولاً وعملاً.
تلك النعمة التي لا يحس بها إلا من حرمها ، لذا كان من دعاء النبي – صلى الله عليه وسلم - عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا أوى إلى فراشه قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا وكم ممن لا كافي له ولا مأوى " ( رواه الترمذي 5 / 470 وقال هذا حديث حسن صحيح غريب قال الشيخ الألباني : صحيح .
فهذه البيوت هي التي نستقر بها ، ونأوي إليها فتحمينا من الحر والبرد , تلك البيوت التي نحس فيها بمعنى السعادة والسكن والطمأنينة , تلك البيوت التي نحقق فيها معاني المودة والرحمة ، تلك البيوت التي نجد فيها قرة الأعين من الزوجة والأولاد {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (74) سورة الفرقان .
تلك البيوت التي نحقق فيها منهج استخلاف الله لنا في هذه الحياة .
إن النعم إذا شكرت قرت وإذا كفرت فرت، فهل شكرنا الله تعالى على نعمة البيوت .
تأمل وانظر حولك ستجد أناسا لا يجدون سكناً يؤويهم ولا بيوتاً تضمهم كيف تكون حالهم ؟ بل كيف حالك وأنت تسكن في هذه البيوت الحديثة المزودة بكل وسائل الراحة والأمان فما أعظمها من نعمة !.
إن النجاة كما اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم تكون في ثلاث : عن أبي أمامة عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله ما النجاة ؟ قال أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك ( رواه الترمذي 4/605 قال الألباني صحيح ، الصحيحة ( 888 ).
فهل أحسست الآن بنعمة البيت ؟ وهل ستعود إلى بيتك لتصلحه وتجعله صالحاً لأن يكون بيتاً ربانياً مؤمناً ؟ .