نيقوسيا هي أكبر مدينة في جزيرة قبرص ، وهي تقع بالقرب من مركز ميساوريا ، على ضفاف نهر بيديوس ، ومدينة نيقوسيا هي العاصمة ومقر حكومة جمهورية قبرص ، وهي كانت مأهولة بالسكان بشكل مستمر لأكثر من 4500 سنة، وكانت عاصمة قبرص منذ القرن العاشر ، وتم تقسيم نيقوسيا القبرصية الي الاجزاء اليونانية الجنوبية والي الأجزاء القبرصية التركية الشمالية وذلك في عام 1963م.
وبصرف النظر عن المهام التشريعية والإدارية الموجودة في نيقوسيا ، أنشأت نيقوسيا نفسها كعاصمة مالية للجزيرة ومركز للأعمال الدولية الرئيسية، وفي عام 2012م، كانت نيقوسيا هي أغنى مدينة في العالم من حيث القوة الشرائية النسبية.
فاذا كنت تسأم من البحر وتريد مشهد ساحلي خلاب ، فتأكد من قضاء بعض الوقت في عاصمة البلاد، نيقوسيا ، فهي مدينة مثالية لتجربة كل ماهو جديد في قبرص ، بداية من الجدران القديمة والمطاعم التقليدية حتي المقاهى النابضة بالحياة والشباب ويعتبر المشهد الثقافي الواجهة التي تؤثر بشكل فعال في المدينة ، فكل شيء تقريبا مثير للاهتمام يكمن داخل الأسوار التاريخية، حيث تجد هناك متاهة من الشوارع الضيقة والكنائس والمساجد والمباني ذات الطراز الاستعماري ، وتضم مدينة نيقوسيا أفضل متحف في البلاد حيث يضم مجموعة أثرية واسعة النطاق.
تقسيم نيقوسيا وعدد سكانها :
تعتبر مدينة نيقوسيا هي العاصمة الوحيدة المقسمة في العالم ، فلديها الجزء الشمالي وهو القسم التركي ، والجزء الجنوبي وهو القسم اليوناني ، ويبلغ عدد سكان مدينة نيقوسيا حوالي 310355 .
الطبيعة المناخية في نيقوسيا :
مدينة نيقوسيا تفتخر بمناخ البحر الأبيض المتوسط الساخن النموذجي ، والذي جذب الآلاف من الزوار كل عام ، فهم يذهبون الي هناك لاخذ نظرة لأشعة الشمس في الصيف و رؤية السماء الزرقاء الصافية، فاذا كنت تفكر في عطلة مثالية فانت قد اخترت الاختيار الصواب باختيارك نيقوسيا عاصمة قبرص.
وعلى غرار المنتجعات الشاطئية الموجودة في الساحل الجنوبي ، تتمتع مدينة نيقوسيا بارتفاع درجات الحرارة خلال أشهر الصيف ، ففي وقت الذروة تصل الشمس إلى ثلاث عشرة ساعة ، وهذا شئ لا يصدق مما يجعل هذه المدينة وجهة مثالية لقضاء عطلة الاحترار.
وفي الواقع ان أفضل وقت لزيارة نيقوسيا ستكون عندما يكون متوسط درجات الحرارة على مستوى مريح ما بين 20 درجة مئوية / 68 درجة فهرانيت وفي المتوسط ما بين 30 درجة مئوية / 86 درجة فهرانيت ، وهذا يحدث خلال أشهر مايو، يونيو، يوليو، أغسطس، سبتمبر وأكتوبر ، وهناك أشهر أخرى جيدة للزيارة الي نيقوسيا وهم يناير، فبراير، مارس، أبريل ونوفمبر وديسمبر.
اهم المعالم الموجودة في نيقوسيا :
العاصمة القبرصية نيقوسيا حرفيا هي مقسمة الي نصفين هم جنوب نيقوسيا وشمال نيقوسيا ، ولكن في المجمل تعتبر نيقوسيا هي قاعدة رائعة لاكتشاف المواقع الأثرية ، بما في ذلك قلعة القديس هيلاريون وأنقاض واسعة من السلاميس القديمة ، ومن ضمن هذه المعالم :
1- متحف قبرص :
هذا المتحف تم انشاؤه بطريقة جيدة للغاية ومدروسة ايضا فهو يتبع تاريخ الجزيرة مع مجموعة واسعة من القطع الأثرية التي يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث إلى العصر البيزنطي ، فنجد انه يوجد به غرف تحتوي على اثار مستخرجة من العصر الحجري الحديث بما في ذلك عدد كبير من أصنام الحجر الصابوني ، مع العديد من المزهريات وأباريق مزخرفة مع الحيوانات المحببة إلى حد ما، وايضا يوجد غرف تعرض فن النحت مع مجموعة واسعة من القطع الأثرية التي ترجع لفترات معينة ، وهناك ايضا تمثال امراة من سولي مصنوع من الحجر الجيري وتمثال من البرونز الضخم للإمبراطور سبتيموس سيفيروس ، وغيرهم من تماثيل الالهة واعمال فنية خاصة بالمقابر.
2- تحصينات البندقية :
لا تزال تحصينات البندقية هي الأكثر اثارة للإعجاب، وهي تطوق المدينة القديمة ، وعلى الرغم من أنها تنهار بشكل كبير، الا ان يتبقي منها الكثير ليصل طوله حتي ثلاثة كيلومترات ولا تزال في موقعها ، ونجد هناك بوابة فاماغوستا التي تعتبر هي الأفضل والتي تزين مع العديد من الشعارات.
3- مؤسسة مكاريوس الثقافية :
لكل شخص مهتم بالعمل الفني الديني القبرصي، ستجد ان مؤسسة كاريوس الثقافية او مايسمي بمتحف البيزنطي هو محطة مهمة في المدينة ، فستجد هناك مجموعة مذهلة مكونة من (220 قطعة) من الرموز المسيحية التي تتراوح أعمارهم ما بين بداية العصر البيزنطي حتى القرن الـ 19.
4- مسجد السليمية :
مسجد السليمية هو المعلم الأكثر تميزا في شمال نيقوسيا، وبدأ مسجد السليمية في الواقع علي اعتبار انه كنيسة آجيا صوفيا وتحول الي مسجد منذ القرن الـ16، عندما استولى العثمانيون على الجزيرة ، وقد خلق هذا الدمج المتقن تصميم الكنيسة في القرون الوسطى وبساطة تصميم المسجد واعطي هذا مساحة رائعة في الداخل ، فإذا كنت ترغب في الدخول، فيجب علي الاناث ان تضع الحجاب علي رأسها وتقوم بارتداء ملابس محتشمة ، والمسجد يقع على بعد خمس دقائق سيرا على الأقدام من معبر شارع ليدرا.
5- متحف يفينتيس :
تم تجديده مؤخرا، ويقع متحف يفينتيس نيقوسيا في قصر المدينة الجميلة القديمة ويعرض تاريخ نيقوسيا من خلال مجموعة مختارة بعناية من العروض الاثنوغرافية والتحف،ولمحبي التاريخ، لا ينبغي تفويت هذا ، فمن بين المعروضات، سوف تجد البنود التي يعود تاريخها إلى عام 2300 قبل الميلاد وصولا إلى العهد العثماني وعهد الاستعمار مع بعض المعروضات الأروع علي الاطلاق ، فيساعد المتحف أيضا على فهم تأثير الحكم البريطاني في قبرص وتاريخ المدينة الحديث مع تقسيم الجزيرة عام 1974م.
6- قرية بيلابيس :
هذه القرية واحدة من المعالم السياحية الأكثر شهرة في الجزيرة ،فهي قرية قديمة رائعة مكونة من البيوت البيضاء المتواضعة التي تمتد أسفل التلال ، وعلى الرغم من أن القرية خلابة بشكل لا يصدق ، الا ان نجد دير القديس أغسطينوس القديم الكامل مكون من الأقواس المنحوتة بشكل معقد وهناك العديد من أشجار السرو المحيطة بالدير ، وهناك مناظر بانورامية عبر ساحل شمال قبرص ، ليس هناك وسائل نقل عام إلى بيلابيس، ولكن يمكنك القفز على إحدى الحافلات الصغيرة الاتية من شمال نيقوسيا متجهة إلى كيرينيا او يمكنك اخذ سيارة أجرة قصيرة إلى القرية .
* الديانة واللغة في نيقوسيا :
المسيحيون يشكلون 78٪ من سكان قبرص، ومعظم القبارصة اليونانيين، وبالتالي فإن الغالبية العظمى من سكان قبرص ، هم أعضاء في الكنيسة الأرثوذكسية ، في حين أن معظم القبارصة الاتراك رسميا هم من المسلمين السنيين ، وبالإضافة إلى المسيحية الأرثوذكسية والمجتمعات الإسلامية السنية، هناك أيضا ديانات صغيرة مثل الديانة البهائية ، اليهودية ،البروتستانتية ، والأنجليكانية ، والأرمنية الرسولية ، ونجد ان الاسلام هو الاكثر انتشارا لان القبارصة الأتراك هم الأغلبية الساحقة في جزيرة المسلمين ، جنبا إلى جنب مع المستوطنين الأتراك الاتيين من تركيا والذين يلتزمون بشريعة السنة ، اما عن الصوفية فهي أيضا تلعب دورا هاما ، فتاريخيا، كانت الصوفية تنتشر في كامل قبرص ، ولكن منذ عام 1974م عاشوا في المقام الأول في شمال قبرص.
اما عن اللغات الرسمية لجمهورية قبرص سنجد انها اللغة اليونانية و التركية ، وفي شمال قبرص ، قدمت اللغة التركية كلغة رسمية وحيدة في الدستور عام 1983م ، فقد استخدمها القبارصة الاتراك لأغراض رسمية، و لغة أدبية بدلا من ستاندرد اليونانية الحديثة، فبعد أعقاب الغزو التركي 1974م ، تم تقسيم قبرص على نحو فعال في قسمين شبه متجانسين وهم الشمال الناطقين باللغة التركية والجنوب الناطقين باللغة اليونانية ، فلغات قبرص مارست تاريخيا التأثير على بعضها البعض ،فنجد ان كل من القبرصية اليونانية والقبرصية التركية اقترضت بكثافة من بعضها البعض، وساعد القبارصة اليونانيين في تشكيل علم الأصوات القبرصي العربي في قبرص.