-==(( الأفضل خلال اليوم ))==-
أفضل مشارك :
بيانات ناطق العبيدي
اللقب
المشاركات 17925
النقاط 6232

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ فَعِاليَآت غيمة عطر ) ~
                             

اعلانات غيمة عطر

عدد مرات النقر : 1,619
عدد  مرات الظهور : 73,882,126 
عدد مرات النقر : 1,613
عدد  مرات الظهور : 73,882,117 
عدد مرات النقر : 1,618
عدد  مرات الظهور : 73,882,111 
عدد مرات النقر : 1,589
عدد  مرات الظهور : 73,882,101 
عدد مرات النقر : 1,577
عدد  مرات الظهور : 73,734,010

عدد مرات النقر : 2,335
عدد  مرات الظهور : 73,881,604

عدد مرات النقر : 1,286
عدد  مرات الظهور : 63,266,266

العودة   منتديات غيمة عطر > عطرالمنتديات الاسلاميه > عطر الرسول و الصحابة الكرام

الإهداءات

مبادئ وثوابت في سياسة الخليفة عثمان بن عفان ( الجزء الأول)

الصفات القيادية والثوابت والمبادئ الإسلامية إذا اجتمعت في الحاكم صلحت أحوال الرعية، وزادت العلاقة بين الحاكم والمحكوم قوة ورسوخاً. هذه الصفات والمبادئ هما كفتا ميزان الحكم الصالح المستقيم، ولا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 26-08-2024
نور غير متواجد حالياً
Egypt     Female
Awards Showcase
 
 عضويتي » 890
 جيت فيذا » Sep 2021
 آخر حضور » منذ أسبوع واحد (06:34 AM)
آبدآعاتي » 94,338
 حاليآ في » sprite
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
 التقييم » نور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond repute
الاعجابات المتلقاة : 1899
мч ммѕ ~
MMS ~
ام ام اس ~
MMS ~
 آوسِمتي »
 
افتراضي مبادئ وثوابت في سياسة الخليفة عثمان بن عفان ( الجزء الأول)

Facebook Twitter





الصفات القيادية والثوابت والمبادئ الإسلامية إذا اجتمعت في الحاكم صلحت أحوال الرعية، وزادت العلاقة بين الحاكم والمحكوم قوة ورسوخاً.
هذه الصفات والمبادئ هما كفتا ميزان الحكم الصالح المستقيم، ولا بد أن تتوازن الكفتان لألا ينحرف مسار الحكم عن الطريق الصحيح؛ فيصيب الخللُ المجتمعَ وتضطرب أحوال الناس.
فصفة "القوة" ومبدأ "الأمانة" مثلاً لا بد أن تجتمعان لتتحقق القدرة القيادية السليمة الصحيحة كالذي تحقق في نبي الله موسى عليه السلام "القوي الأمين".
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمتع بكل صفات القائد الصالح الناجح العظيم؛ ولهذا فهو القدوة الأولى للبشرية جمعاء.
والتزم الخلفاء الراشدون بمنهج وطريقة رسول الله في إدارة شؤون الأمة الدينية والدنيوية؛ ولهذا كانوا خير قادة لهذه الأمة بعد رسول الله.
وقد تحدثنا عن بعض سياسات الخليفتين أبي بكر الصديق وعمر الفاروق - رضي الله عنهما – في تقريرين سابقين، وفي هذا التقرير سنجد في سياسة الخليفة عثمان بن عفان نفس مبادئ وثوابت الصديق والفاروق.
عثمان بن عفان
عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي. يجتمع هو ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عبد مناف. يكنى: أبا عبد الله، وقيل: أبو عمرو، وقيل: كان يكنى أولاً بابنه عبد الله وأمه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم كني بابن عمرو وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، فهو ابن عمة عبد الله بن عامر وأم أروى: البيضاء بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أسلم في أول الإسلام، دعاه أبو بكر إلى الإسلام فأسلم، وكان يقول: إني لرابع أربعة في الإسلام.
وهو من السابقين الأولين، وأول المهاجرين، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنهم راض، وأحد الصحابة الذين جمعوا القرآن، بل قال ابن عباد : لم يجمع القرآن من الخلفاء إلا هو والمأمون.
ولما أسلم عثمان زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنته رقية، وهاجرا كلاهما إلى أرض الحبشة الهجرتين، ثم عاد إلى مكة وهاجر إلى المدينة.
ولما قدم إليها نزل على أوس بن ثابت أخي حسان بن ثابت؛ ولهذا كان حسان يحب عثمان ويبكيه بعد قتله.
قال ابن إسحاق: وتزوج بعد رقية أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما توفيت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن لنا ثالثة لزوجناك".
قال العلماء : و لا عرف أحد تزوج بنتي نبي غيره؛ ولذلك سمي ذا النورين.
وولد لعثمان ولد من رقية اسمه عبد الله فبلغ ست سنين وتوفي سنة أربع من الهجرة.
ولم يشهد عثمان بدراً بنفسه؛ لأن زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت مريضة على الموت؛ فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقيم عندها، فأقام وتوفيت يوم ورد الخبر بظفر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين بالمشركين، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب له بسهمه وأجره؛ فهو كمن شهدها.
خلافته

مبادئ وثوابت في سياسة الخليفة عثمان بن عفان ( الجزء الأول) sa1.jpg&key=f8b0

روى ابن الأثير بسنده عن عمرو بن ميمون قال: رأيت عمر قبل أن يصاب بأيام بالمدينة، ووقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف فقال: كيف فعلتما؟ أتخافان أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق. قالا: حملناها أمراً وهي له مطيقة. وذكر قصة قتل عمر رضي الله عنه قال: فقالوا له: أوص يا أمير المؤمنين، استخلف. قال: ما أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر أو الرهط الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، فسمى علياً وعثمان والزبير وطلحة وسعداً وعبد الرحمن.
فلما فرغ من دفن عمر اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن: اجعلوا أمركم إلى ثلاث منكم، قال الزبير: قد جعلت أمري إلى علي، وقال طلحة: قد جعلت أمري إلى عثمان، وقال سعد: قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن. فقال عبد الرحمن: أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه، فأسكت الشيخان، فقال عبد الرحمن: أفتجعلونه إلي؟ والله علي أن لا آلو عن أفضلكم، قالا: نعم. وأخذ بيد أحدهما فقال: لك قرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم والقدم في الإسلام ما قد علمت، فالله عليك لئن أمرتك لتعدلن ولئن أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن. ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك فلما أخذ الميثاق قال: ارفع يدك يا عثمان فبايعه وبايع له علي وولج أهل الدار فبايعوه.
من جهته روى السيوطي أن الناس كانوا يجتمعون في تلك الأيام إلى عبد الرحمن بن عوف يشاورونه ويناجونه فلا يخلوا به رجل ذو رأي فيعدل بعثمان أحداً.
ولما جلس عبد الرحمن للمبايعة حمد الله وأثنى عليه وقال في كلامه: إني رأيت الناس يأبون إلا عثمان، وفي رواية: أما بعد يا علي فإني نظرت في الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان؛ فلا تجعلن على نفسك سبيلاً ثم أخذ بيد عثمان فقال: نبايعك على سنة الله وسنة رسوله وسنة الخليفتين بعده؛ فبايعه عبد الرحمن وبايعه المهاجرون والأنصار.
وبويع عثمان بالخلافة يوم السبت غرة المحرم سنة أربع وعشرين بعد دفن عمر بن الخطاب بثلاثة أيام.
أولياته
نقل السيوطي عن العسكري في الأوائل : هو أول من أقطع القطائع، وأول من حمى الحمى، وأول من خفض صوته بالتكبير، وأول من أمر بالأذان الأول في الجمعة، وأول من رزق المؤذنين.
وهو أول من قدم الخطبة في العيد على الصلاة، وأول من فوض إلى الناس إخراج زكاتهم، وأول من ولي الخلافة في حياة أمه، وأول من اتخذ صاحب شرطة، وأول من اتخذ المقصورة في المسجد خوفاً أن يصيبه ما أصاب عمر.
وأضاف السيوطي: بقي من أوائله أنه أول من هاجر إلى الله بأهله من هذه الأمة، وأول من جمع الناس على حرف واحدة في القراءة.
وعثمان أول خليفة زاد الناس في أعطياتهم مائة، وكان عمر يجعل لكل نفس منفوسة من أهل الفيء في رمضان درهماً في كل يوم، وفرض لأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم درهمين. فقيل له: لو صنعت طعاماً فجمعتهم عليه؟، فقال: أشبع الناس في بيوتهم.
فأقر عثمان الذي كان صنع عمر وزاد فوضع طعام رمضان، فقال: للمتعبد الذي يتخلف في المسجد، وابن السبيل، والمعترين من الناس.
ملامح من شخصية وسياسة الخليفة
شخصية ذي النورين تعتبر شخصية قيادية، وقد اتصف بصفات القائد الرباني، وقد أجملها الصلابي في أمور، من أهمها: إيمانه العظيم بالله واليوم الآخر، والعلم الشرعي، والثقة بالله، والقدوة، والصدق، والكفاءة، والشجاعة، والمروءة، والزهد، وحب التضحية، والتواضع، وقبول النصيحة، والحلم، والصبر، وعلو الهمة، والحزم، والإرادة القوية، والعدل، والقدرة على حل المشكلات، والقدرة على التعليم وإعداد القادة، وغير ذلك من الصفات.
وبسبب ما أودع الله فيه من صفات القيادة الربانية استطاع أن يحافظ على الدولة ويقمع الثورات التي حدثت في الأراضي المفتوحة، وينتقل - بفضل الله وتوفيقه - بالأمة نحو أهدافها المرسومة بخطوات ثابتة.
ومن بين صفاته وأخلاقه:
الحلم:
إن الحلم ركن من أركان الحكمة، وقد وصف الله نفسه بصفة الحلم في عدة مواضع من القرآن الكريم، كقوله تعالى: }إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ{، [آل عمران: 155].
وقد بلغ النبي في حلمه وعفوه الغاية المثالية، وكان الخليفة الراشد عثمان بن عفان شديد الاقتداء في أقواله وأفعاله وأحواله برسول الله، وكانت له مواقف كثيرة تدل على حلمه وضبطه لنفسه، ومن أوضح المواقف التي تدل على حلمه قصته في حصار الثائرين عليه؛ حيث أمر من عنده من المهاجرين والأنصار أن ينصرفوا إلى منازلهم ويدعوه، وكانوا قادرين على منعه، وكان حلمه مبنياً على شوقه إلى لقاء ربه، وإرادته حقن دماء المسلمين ولو بقتله.
السماحة:
عن عطاء بن فروخ مولى القرشيين: أن عثمان اشترى من رجل أرضاً فأبطأ عليه، فلقيه فقال: ما منعك من قبض مالك؟، قال: إنك غبنتني، فما ألقى من الناس أحدًا إلا وهو يلومني، فقال: أو ذلك يمنعك؟، قال: نعم، قال: فاختر بين أرضك ومالك، ثم قال: قال رسول الله: "أدخل الله الجنة رجلاً كان سهلاً مشترياً وبائعاً، وقاضياً ومقتضياً".
فهذا مثل رفيع في السماحة في البيع والشراء، وهو يدل على ما جبل عليه عثمان من الكرم وعدم التعلق بالدنيا، فهو يستعبد الدنيا لخدمة مكارم الأخلاق التي من أهمها الإيثار، ولا تستعبده الدنيا، فتجعل منه أنانياً يؤثر مصالحه الخاصة وإن أضر بالناس.
اللين:
امتن الله تعالى على رسوله بأن رزقه صفة اللين رحمة منه به وبعباده، قال تعالى: }فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ{، [آل عمران: 159].
أفادت الآية الكريمة أن صفة اللين رحمة من الله يرزق بها من شاء من عباده، وأن الرسول قد رزق هذه الصفة رحمة من الله به وبعباده الذين بعثه إليهم.
ويفهم من الآية أن المتصف باللين يحبه الناس ويلتفون حوله ويقبلون منه ما يأمرهم به أو ينهاهم عنه؛ فاللين من الصفات الطيبة التي اتصف بها عثمان، فكان لينًا على رعيته عطوفًا على أمته، يخاف أن يصاب أحد دون علمه فلا يتمكن من تلبية حاجته، وكان يتتبع أخبار الناس، فينصر الضعيف، ويأخذ الحق من القوي.
العفو:
عن عمران بن عبد الله بن طلحة: أن عثمان بن عفان خرج لصلاة الغداة فدخل من الباب الذي كان يدخل منه، فزحمه الباب فقال: انظروا، فنظروا فإذا رجل معه خنجر أو سيف، فقال له عثمان: ما هذا؟، قال: أردت أن أقتلك، قال: سبحان الله، ويحك، علام تقتلني؟، قال: ظلمني عاملك باليمن، قال: أفلا رفعت ظلامتك إليَّ، فإن لم أنصفك أو أعديك على عاملي أردت ذلك مني؟، فقال لمن حوله: ما تقولون؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين، عدو أمكنك الله منه، فقال: عبد همَّ بذنب فكفه الله عني. ائتني بمن يكفل بك، لا تدخل المدينة ما وليت أمر المسلمين، فأتاه برجل من قومه فكفل به فخلى عنه.
فهذا تسامح كبير من أمير المؤمنين عثمان بن عفان؛ حيث عفا عمن أراد قتله، والعفو عند المقدرة صفة من صفات الكمال في الرجال، وهو دليل على التجرد من حظ النفس وتقلص الأنانية، وضعف الارتباط بالدنيا، وقوة الارتباط بالآخرة، وهذا الخلق إضافة إلى أنه عمل صالح يرفع من درجات صاحبه في الآخرة فإنه سياسة حكيمة في الدنيا؛ إذ أن هذا الرجل الذي أراد الاعتداء لو أنه قتل أو عوقب عقوبة بليغة لربما أحدث فتنة بإيغار صدور أفراد قبيلته واستعدادهم للانتقام إذا سنحت لهم الفرصة، لكن العفو عنه يجعل أفراد قبيلته وأبناء بلده يعذلونه ويعنفونه على ما حاول الإقدام عليه، وبذلك تنطفئ الفتنة قبل تصاعدها، ويكسب صاحب العفو قلوب الناس وولاءهم.
التواضع:
قال تعالى: }وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا{، [الفرقان: 63].
جعل المولى -عز وجل- صفة التواضع أولى صفات عباده المؤمنين، ولقد كان الخليفة الراشد عثمان متصفاً بهذه الصفة، وكانت هذه الصفة تنبع من إخلاصه لله سبحانه وتعالى. فعن عبد الله الرومي قال: كان عثمان بن عفان يأخذ وضوءه لنفسه إذا قام من الليل، فقيل له: لو أمرت الخادم كفاك، قال: لا، الليل لهم يستريحون فيه.
فهذا مثل من اتصاف أمير المؤمنين عثمان بالرحمة، فهو مع كبر سنه وعلو منزلته الاجتماعية يخدم نفسه في الليل ولا يوقظ الخدم، وإن وجود الخدم من تسخير الله تعالى للمخدومين، وإن مما ينبغي للمسلم الذي سخر الله تعالى من يخدمه أن يتذكر أن الخادم إنسان مثله له طاقة محدودة في العمل، وله مشاعر وأحاسيس فينبغي له أن يراعي مشاعره، وأن ييسر له الراحة كاملة في النوم، وأن لا يشق عليه بعمل.
الحياء والعفة:
الحياء من أشهر أخلاق عثمان وأحلاها، تلك الصفة النبيلة التي زينه الله بها، فكانت فيه منبع الخير والبركة، ومصدر العطف والرحمة، فقد كان من أشد الناس حياء.
فقد ذكر الحسن البصري عثمان بن عفان يوماً وشدة حيائه فقال: إنه ليكون في البيت، والباب عليه مغلق، فما يضع عنه ثوبه ليفيض عليه الماء، يمنعه الحياء أن يقيم صلبه.
وأما عن عفته وبعده عن مساوئ الأخلاق فحدث في ذلك بما شئت ولا حرج، فإنه لم يعرف طريق الفحشاء في الجاهلية ولا في الإسلام، يقول عثمان: ما تغنيت ولا تمنيت، ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعت بها رسول الله، ولا شربت خمراً في جاهلية ولا في الإسلام، ولا زنيت في جاهلية ولا في الإسلام.
الكرم:
كان عثمان من أكرم الأمة وأسخاها، وله في ذلك مواقف ومآثر لا تزال غرة في جبين التاريخ الإسلامي؛ كما حدث في غزوة تبوك، وشراؤه لبئر رومة وتصدقه به على المسلمين، وتوسيعه للمسجد النبوي في عهد النبي، وتصدقه بالقافلة المحملة بالخيرات في عصر الصديق. وكان يعتق كل جمعة رقبة في سبيل الله منذ أسلم، فجميع ما أعتقه ألفان وأربعمائة رقبة تقريباً.
لقد كان سخاء عثمان وجوده صفة أصلية في شخصيته الفذة؛ فقد وظف أمواله في خدمة دين الله، فلم يبخل في تأسيس الدولة الإسلامية والجهاد في سبيل الله تعالى، وخدمة المجتمع ابتغاء رضوان الله تعالى.
الشجاعة:
يعد عثمان من الشجعان، والدليل على ذلك: خروجه للجهاد في سبيل الله، وحضوره المشاهد كلها مع رسول الله.
وعندما حوصر في داره طلب منه المارقون التنازل عن الخلافة لا خيار غيره أو القتل، أو عزل ولاته وتسليم بعضهم، فأصر على موقفه مضحياً بنفسه من أن تصبح الخلافة بيد ثلة تزيح من ترغب، وتعين من تحب، أو تنزع الخلافة من صاحبها الذي اختارته الأمة، ويصبح ذلك قاعدة.
فأصر على موقفه وهو يرى الموت في سيوف المحاصرين، وإن الذي يقف هذا الموقف لهو الشجاع وإنه لصاحب حق، ولن يقف هذا الموقف رجل جبان أو محب للدنيا أبداً، فالحياة عند هؤلاء الجبناء أفضل من المكانة ومن الدنيا كلها.
ولكن هذا الإصرار العجيب والعزيمة النافذة، والشجاعة الفائقة من عثمان ثمرة إيمان قوي بالله - عز وجل - واليوم الآخر وقر في قلبه، وجعله يستهين بكل شيء في هذه الحياة حتى بالحياة نفسها.
الحزم:
إن صفة الحزم في شخصية ذي النورين أصيلة، ونجد الصديق عندما عرض عليه الإسلام قال له: ويحك يا عثمان إنك رجل حازم، ما يخفى عليك الحق من الباطل، ما هذه الأوثان التي يعبدها قومنا.
وفي سنة 26 هـ زاد عثمان في المسجد الحرام ووسعه، وابتاع من قوم وأبى آخرون، فهدم عليهم، ووضع الأثمان في بيت المال، فصيحوا بعثمان، فأمر بهم بالحبس، وقال: أتدرون ما جرأكم عليَّ؟، ما جرأكم علي إلا حلمي، قد فعل هذا بكم عمر فلم تصيحوا به، ثم كلمه فيهم عبد الله بن خالد بن أسيد، فأخرجوا.
ومن المواقف التي تدل على حزمه: حمايته لنظام الخلافة من الضياع، فلم يجب الخارجين إلى خلع نفسه من الخلافة، فكان بذلك يمثل الثبات واستمرار النظام؛ لأنه لو أجاب الخارجين إلى خلع نفسه لأصبح منصب الإمامة العظمى ألعوبة في أيدي المفتونين الساعين في الأرض بالفساد، ولسادت الفوضى واختل نظام البلاد، ولكان ذلك تسليطا للرعاع والغوغاء على الولاة والحكام. لقد كانت نظرة عثمان بعيدة الغور، فلو أجابهم إلى ما يريدون لسن بذلك سنة، وهي كلما كره قوم أميرهم خلعوه، ولألقى بأس الأمة بينها، وشغلها بنفسها عن أعدائها، وذلك أقرب لضعفها وانهيارها، على أنه لم يجد سوى نفسه يفدي بها الأمة، ويحفظ كيانها وبنيانها من التصدع، ويدعم بهذا الفداء نظامها الاجتماعي ويحمي سلطانها الذي تساس به من أن تمتد إليه يد العبث والفوضى. ومما لا شك فيه أن هذا الصنع من عثمان كان أعظم وأقوى ما يستطيع أن يفعله رجل ألقت إليه الأمة مقاليدها؛ إذ لجأ إلى أهون الشرين وأخف الضررين ليدعم بهذا الفداء نظام الخلافة وسلطانها.
الصبر:
اتصف عثمان بصفة الصبر، ومن المواقف الدالة على هذه الصفة ثباته في الفتنة؛ إذ كان موقفه إزاء تلك الأحداث التي ألمت به وبالمسلمين المثل الأعلى لما يمكن أن يقدمه الفرد من تضحية وفداء في سبيل حفظ كيان الجماعة، وصون كرامة الأمة، وحقن دماء المسلمين؛ فقد كان بإمكانه أن يقي نفسه ويخلصها لو أنه أراد نفسه ولم يرد حياة الأمة، ولو كان ذاتياً ولم يكن من أهل الإيثار لدفع بمن هب للذود عنه من الصحابة وأبناء المهاجرين والأنصار إلى نحور الخارجين المنحرفين عن طاعته، ولكنه أراد جمع شمل الأمة، ففداها بنفسه صابراً محتسباً، وقد أعلن عثمان أنه سيواجه الفتنة العارمة بالصبر الجميل، ممتثلاً قوله سبحانه: }الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ{، [آل عمران: 173].
إن عثمان كان قوي الإيمان بالله، كبير النفس، نفاذ البصيرة، نبيل الصبر، حيث فدى الأمة بنفسه، فكان ذلك من أعظم فضائله عند المسلمين.
قال ابن تيمية -رحمه الله-: ومن المعلوم بالتواتر أن عثمان كان من أكف الناس عن الدماء، وأصبر الناس على مَنْ نال مِنْ عرضه، وعلى من سعى في دمه، فحاصروه وسعوا في قتله وقد عرف إرادتهم لقتله، وقد جاءه المسلمون ينصرونه ويشيرون عليه بقتالهم، وهو يأمر الناس بالكف عن القتال، ويأمر من يطيعه أن لا يقاتلهم. وقيل له: تذهب إلى مكة, فقال: لا أكون من ألحد في الحرم، فقيل له: تذهب إلى الشام، فقال: لا أفارق دار هجرتي، فقيل له: فقاتلهم، فقال: لا أكون أول من خلف محمداً في أمته بالسيف. فكان صبر عثمان حتى قتل من أعظم فضائله عند المسلمين.
من مبادئه في الحكم.
المرجعية العليا للدولة:
أعلن ذو النورين أن مرجعيته لدولته كتاب الله وسنة رسوله، والاقتداء بالشيخين في هديهم، فقد قال: "= ألا وإني متبع ولست بمبتدع، ألا وإن لكم عليَّ بعد كتاب الله وسنة نبيه ثلاثاً: اتباع من كان قبلي فيما اجتمعتم عليه وسننتم، وسن أهل الخير فيما تسنوا عن ملأ، والكف عنكم إلا فيما استوجبتم العقوبة. وإن الدنيا خضرة وقد شهيت إلى الناس ومال إليها كثير منهم، فلا تركنوا إلى الدنيا ولا تثقوا بها فإنها ليست بثقة، واعلموا أنها غير تاركة إلا من تركها".

مبادئ وثوابت في سياسة الخليفة عثمان بن عفان ( الجزء الأول) sa2.jpg&key=659b

فالمصدر الأول هو كتاب الله، قال تعالى: }إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا{، [النساء: 105]. فكتاب الله تعالى يشتمل على جميع الأحكام الشرعية التي تتعلق بشؤون الحياة، كما يتضمن مبادئ أساسية وأحكاماً قاطعة لإصلاح كل شعبة من شعب الحياة، كما بين القرآن الكريم للمسلمين كل ما يحتاجون إليه من أسس تقوم عليها دولتهم.
المصدر الثاني: السنة المطهرة التي يستمد منها الدستور الإسلامي أصوله، ومن خلالها يمكن معرفة الصيغ التنفيذية والتطبيقية لأحكام القرآن.
الاقتداء بالشيخين: قال رسول الله: "اقتدوا بالذين من

مبادئ وثوابت في سياسة الخليفة عثمان بن عفان ( الجزء الأول) 0_7729e_be71019f_L-1



مبادئ وثوابت في سياسة الخليفة عثمان بن عفان ( الجزء الأول)



الصفات القيادية والثوابت والمبادئ الإسلامية إذا اجتمعت في الحاكم صلحت أحوال الرعية، وزادت العلاقة بين الحاكم والمحكوم قوة ورسوخاً.
هذه الصفات والمبادئ هما كفتا ميزان الحكم الصالح المستقيم، ولا بد أن تتوازن الكفتان لألا ينحرف مسار الحكم عن الطريق الصحيح؛ فيصيب الخللُ المجتمعَ وتضطرب أحوال الناس.
فصفة "القوة" ومبدأ "الأمانة" مثلاً لا بد أن تجتمعان لتتحقق القدرة القيادية السليمة الصحيحة كالذي تحقق في نبي الله موسى عليه السلام "القوي الأمين".
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمتع بكل صفات القائد الصالح الناجح العظيم؛ ولهذا فهو القدوة الأولى للبشرية جمعاء.
والتزم الخلفاء الراشدون بمنهج وطريقة رسول الله في إدارة شؤون الأمة الدينية والدنيوية؛ ولهذا كانوا خير قادة لهذه الأمة بعد رسول الله.
وقد تحدثنا عن بعض سياسات الخليفتين أبي بكر الصديق وعمر الفاروق - رضي الله عنهما – في تقريرين سابقين، وفي هذا التقرير سنجد في سياسة الخليفة عثمان بن عفان نفس مبادئ وثوابت الصديق والفاروق.
عثمان بن عفان
عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي. يجتمع هو ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عبد مناف. يكنى: أبا عبد الله، وقيل: أبو عمرو، وقيل: كان يكنى أولاً بابنه عبد الله وأمه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم كني بابن عمرو وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، فهو ابن عمة عبد الله بن عامر وأم أروى: البيضاء بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أسلم في أول الإسلام، دعاه أبو بكر إلى الإسلام فأسلم، وكان يقول: إني لرابع أربعة في الإسلام.
وهو من السابقين الأولين، وأول المهاجرين، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنهم راض، وأحد الصحابة الذين جمعوا القرآن، بل قال ابن عباد : لم يجمع القرآن من الخلفاء إلا هو والمأمون.
ولما أسلم عثمان زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنته رقية، وهاجرا كلاهما إلى أرض الحبشة الهجرتين، ثم عاد إلى مكة وهاجر إلى المدينة.
ولما قدم إليها نزل على أوس بن ثابت أخي حسان بن ثابت؛ ولهذا كان حسان يحب عثمان ويبكيه بعد قتله.
قال ابن إسحاق: وتزوج بعد رقية أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما توفيت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن لنا ثالثة لزوجناك".
قال العلماء : و لا عرف أحد تزوج بنتي نبي غيره؛ ولذلك سمي ذا النورين.
وولد لعثمان ولد من رقية اسمه عبد الله فبلغ ست سنين وتوفي سنة أربع من الهجرة.
ولم يشهد عثمان بدراً بنفسه؛ لأن زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت مريضة على الموت؛ فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقيم عندها، فأقام وتوفيت يوم ورد الخبر بظفر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين بالمشركين، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب له بسهمه وأجره؛ فهو كمن شهدها.
خلافته

مبادئ وثوابت في سياسة الخليفة عثمان بن عفان ( الجزء الأول) sa1.jpg&key=f8b0

روى ابن الأثير بسنده عن عمرو بن ميمون قال: رأيت عمر قبل أن يصاب بأيام بالمدينة، ووقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف فقال: كيف فعلتما؟ أتخافان أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق. قالا: حملناها أمراً وهي له مطيقة. وذكر قصة قتل عمر رضي الله عنه قال: فقالوا له: أوص يا أمير المؤمنين، استخلف. قال: ما أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر أو الرهط الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، فسمى علياً وعثمان والزبير وطلحة وسعداً وعبد الرحمن.
فلما فرغ من دفن عمر اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن: اجعلوا أمركم إلى ثلاث منكم، قال الزبير: قد جعلت أمري إلى علي، وقال طلحة: قد جعلت أمري إلى عثمان، وقال سعد: قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن. فقال عبد الرحمن: أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه، فأسكت الشيخان، فقال عبد الرحمن: أفتجعلونه إلي؟ والله علي أن لا آلو عن أفضلكم، قالا: نعم. وأخذ بيد أحدهما فقال: لك قرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم والقدم في الإسلام ما قد علمت، فالله عليك لئن أمرتك لتعدلن ولئن أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن. ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك فلما أخذ الميثاق قال: ارفع يدك يا عثمان فبايعه وبايع له علي وولج أهل الدار فبايعوه.
من جهته روى السيوطي أن الناس كانوا يجتمعون في تلك الأيام إلى عبد الرحمن بن عوف يشاورونه ويناجونه فلا يخلوا به رجل ذو رأي فيعدل بعثمان أحداً.
ولما جلس عبد الرحمن للمبايعة حمد الله وأثنى عليه وقال في كلامه: إني رأيت الناس يأبون إلا عثمان، وفي رواية: أما بعد يا علي فإني نظرت في الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان؛ فلا تجعلن على نفسك سبيلاً ثم أخذ بيد عثمان فقال: نبايعك على سنة الله وسنة رسوله وسنة الخليفتين بعده؛ فبايعه عبد الرحمن وبايعه المهاجرون والأنصار.
وبويع عثمان بالخلافة يوم السبت غرة المحرم سنة أربع وعشرين بعد دفن عمر بن الخطاب بثلاثة أيام.
أولياته
نقل السيوطي عن العسكري في الأوائل : هو أول من أقطع القطائع، وأول من حمى الحمى، وأول من خفض صوته بالتكبير، وأول من أمر بالأذان الأول في الجمعة، وأول من رزق المؤذنين.
وهو أول من قدم الخطبة في العيد على الصلاة، وأول من فوض إلى الناس إخراج زكاتهم، وأول من ولي الخلافة في حياة أمه، وأول من اتخذ صاحب شرطة، وأول من اتخذ المقصورة في المسجد خوفاً أن يصيبه ما أصاب عمر.
وأضاف السيوطي: بقي من أوائله أنه أول من هاجر إلى الله بأهله من هذه الأمة، وأول من جمع الناس على حرف واحدة في القراءة.
وعثمان أول خليفة زاد الناس في أعطياتهم مائة، وكان عمر يجعل لكل نفس منفوسة من أهل الفيء في رمضان درهماً في كل يوم، وفرض لأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم درهمين. فقيل له: لو صنعت طعاماً فجمعتهم عليه؟، فقال: أشبع الناس في بيوتهم.
فأقر عثمان الذي كان صنع عمر وزاد فوضع طعام رمضان، فقال: للمتعبد الذي يتخلف في المسجد، وابن السبيل، والمعترين من الناس.
ملامح من شخصية وسياسة الخليفة
شخصية ذي النورين تعتبر شخصية قيادية، وقد اتصف بصفات القائد الرباني، وقد أجملها الصلابي في أمور، من أهمها: إيمانه العظيم بالله واليوم الآخر، والعلم الشرعي، والثقة بالله، والقدوة، والصدق، والكفاءة، والشجاعة، والمروءة، والزهد، وحب التضحية، والتواضع، وقبول النصيحة، والحلم، والصبر، وعلو الهمة، والحزم، والإرادة القوية، والعدل، والقدرة على حل المشكلات، والقدرة على التعليم وإعداد القادة، وغير ذلك من الصفات.
وبسبب ما أودع الله فيه من صفات القيادة الربانية استطاع أن يحافظ على الدولة ويقمع الثورات التي حدثت في الأراضي المفتوحة، وينتقل - بفضل الله وتوفيقه - بالأمة نحو أهدافها المرسومة بخطوات ثابتة.
ومن بين صفاته وأخلاقه:
الحلم:
إن الحلم ركن من أركان الحكمة، وقد وصف الله نفسه بصفة الحلم في عدة مواضع من القرآن الكريم، كقوله تعالى: }إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ{، [آل عمران: 155].
وقد بلغ النبي في حلمه وعفوه الغاية المثالية، وكان الخليفة الراشد عثمان بن عفان شديد الاقتداء في أقواله وأفعاله وأحواله برسول الله، وكانت له مواقف كثيرة تدل على حلمه وضبطه لنفسه، ومن أوضح المواقف التي تدل على حلمه قصته في حصار الثائرين عليه؛ حيث أمر من عنده من المهاجرين والأنصار أن ينصرفوا إلى منازلهم ويدعوه، وكانوا قادرين على منعه، وكان حلمه مبنياً على شوقه إلى لقاء ربه، وإرادته حقن دماء المسلمين ولو بقتله.
السماحة:
عن عطاء بن فروخ مولى القرشيين: أن عثمان اشترى من رجل أرضاً فأبطأ عليه، فلقيه فقال: ما منعك من قبض مالك؟، قال: إنك غبنتني، فما ألقى من الناس أحدًا إلا وهو يلومني، فقال: أو ذلك يمنعك؟، قال: نعم، قال: فاختر بين أرضك ومالك، ثم قال: قال رسول الله: "أدخل الله الجنة رجلاً كان سهلاً مشترياً وبائعاً، وقاضياً ومقتضياً".
فهذا مثل رفيع في السماحة في البيع والشراء، وهو يدل على ما جبل عليه عثمان من الكرم وعدم التعلق بالدنيا، فهو يستعبد الدنيا لخدمة مكارم الأخلاق التي من أهمها الإيثار، ولا تستعبده الدنيا، فتجعل منه أنانياً يؤثر مصالحه الخاصة وإن أضر بالناس.
اللين:
امتن الله تعالى على رسوله بأن رزقه صفة اللين رحمة منه به وبعباده، قال تعالى: }فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ{، [آل عمران: 159].
أفادت الآية الكريمة أن صفة اللين رحمة من الله يرزق بها من شاء من عباده، وأن الرسول قد رزق هذه الصفة رحمة من الله به وبعباده الذين بعثه إليهم.
ويفهم من الآية أن المتصف باللين يحبه الناس ويلتفون حوله ويقبلون منه ما يأمرهم به أو ينهاهم عنه؛ فاللين من الصفات الطيبة التي اتصف بها عثمان، فكان لينًا على رعيته عطوفًا على أمته، يخاف أن يصاب أحد دون علمه فلا يتمكن من تلبية حاجته، وكان يتتبع أخبار الناس، فينصر الضعيف، ويأخذ الحق من القوي.
العفو:
عن عمران بن عبد الله بن طلحة: أن عثمان بن عفان خرج لصلاة الغداة فدخل من الباب الذي كان يدخل منه، فزحمه الباب فقال: انظروا، فنظروا فإذا رجل معه خنجر أو سيف، فقال له عثمان: ما هذا؟، قال: أردت أن أقتلك، قال: سبحان الله، ويحك، علام تقتلني؟، قال: ظلمني عاملك باليمن، قال: أفلا رفعت ظلامتك إليَّ، فإن لم أنصفك أو أعديك على عاملي أردت ذلك مني؟، فقال لمن حوله: ما تقولون؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين، عدو أمكنك الله منه، فقال: عبد همَّ بذنب فكفه الله عني. ائتني بمن يكفل بك، لا تدخل المدينة ما وليت أمر المسلمين، فأتاه برجل من قومه فكفل به فخلى عنه.
فهذا تسامح كبير من أمير المؤمنين عثمان بن عفان؛ حيث عفا عمن أراد قتله، والعفو عند المقدرة صفة من صفات الكمال في الرجال، وهو دليل على التجرد من حظ النفس وتقلص الأنانية، وضعف الارتباط بالدنيا، وقوة الارتباط بالآخرة، وهذا الخلق إضافة إلى أنه عمل صالح يرفع من درجات صاحبه في الآخرة فإنه سياسة حكيمة في الدنيا؛ إذ أن هذا الرجل الذي أراد الاعتداء لو أنه قتل أو عوقب عقوبة بليغة لربما أحدث فتنة بإيغار صدور أفراد قبيلته واستعدادهم للانتقام إذا سنحت لهم الفرصة، لكن العفو عنه يجعل أفراد قبيلته وأبناء بلده يعذلونه ويعنفونه على ما حاول الإقدام عليه، وبذلك تنطفئ الفتنة قبل تصاعدها، ويكسب صاحب العفو قلوب الناس وولاءهم.
التواضع:
قال تعالى: }وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا{، [الفرقان: 63].
جعل المولى -عز وجل- صفة التواضع أولى صفات عباده المؤمنين، ولقد كان الخليفة الراشد عثمان متصفاً بهذه الصفة، وكانت هذه الصفة تنبع من إخلاصه لله سبحانه وتعالى. فعن عبد الله الرومي قال: كان عثمان بن عفان يأخذ وضوءه لنفسه إذا قام من الليل، فقيل له: لو أمرت الخادم كفاك، قال: لا، الليل لهم يستريحون فيه.
فهذا مثل من اتصاف أمير المؤمنين عثمان بالرحمة، فهو مع كبر سنه وعلو منزلته الاجتماعية يخدم نفسه في الليل ولا يوقظ الخدم، وإن وجود الخدم من تسخير الله تعالى للمخدومين، وإن مما ينبغي للمسلم الذي سخر الله تعالى من يخدمه أن يتذكر أن الخادم إنسان مثله له طاقة محدودة في العمل، وله مشاعر وأحاسيس فينبغي له أن يراعي مشاعره، وأن ييسر له الراحة كاملة في النوم، وأن لا يشق عليه بعمل.
الحياء والعفة:
الحياء من أشهر أخلاق عثمان وأحلاها، تلك الصفة النبيلة التي زينه الله بها، فكانت فيه منبع الخير والبركة، ومصدر العطف والرحمة، فقد كان من أشد الناس حياء.
فقد ذكر الحسن البصري عثمان بن عفان يوماً وشدة حيائه فقال: إنه ليكون في البيت، والباب عليه مغلق، فما يضع عنه ثوبه ليفيض عليه الماء، يمنعه الحياء أن يقيم صلبه.
وأما عن عفته وبعده عن مساوئ الأخلاق فحدث في ذلك بما شئت ولا حرج، فإنه لم يعرف طريق الفحشاء في الجاهلية ولا في الإسلام، يقول عثمان: ما تغنيت ولا تمنيت، ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعت بها رسول الله، ولا شربت خمراً في جاهلية ولا في الإسلام، ولا زنيت في جاهلية ولا في الإسلام.
الكرم:
كان عثمان من أكرم الأمة وأسخاها، وله في ذلك مواقف ومآثر لا تزال غرة في جبين التاريخ الإسلامي؛ كما حدث في غزوة تبوك، وشراؤه لبئر رومة وتصدقه به على المسلمين، وتوسيعه للمسجد النبوي في عهد النبي، وتصدقه بالقافلة المحملة بالخيرات في عصر الصديق. وكان يعتق كل جمعة رقبة في سبيل الله منذ أسلم، فجميع ما أعتقه ألفان وأربعمائة رقبة تقريباً.
لقد كان سخاء عثمان وجوده صفة أصلية في شخصيته الفذة؛ فقد وظف أمواله في خدمة دين الله، فلم يبخل في تأسيس الدولة الإسلامية والجهاد في سبيل الله تعالى، وخدمة المجتمع ابتغاء رضوان الله تعالى.
الشجاعة:
يعد عثمان من الشجعان، والدليل على ذلك: خروجه للجهاد في سبيل الله، وحضوره المشاهد كلها مع رسول الله.
وعندما حوصر في داره طلب منه المارقون التنازل عن الخلافة لا خيار غيره أو القتل، أو عزل ولاته وتسليم بعضهم، فأصر على موقفه مضحياً بنفسه من أن تصبح الخلافة بيد ثلة تزيح من ترغب، وتعين من تحب، أو تنزع الخلافة من صاحبها الذي اختارته الأمة، ويصبح ذلك قاعدة.
فأصر على موقفه وهو يرى الموت في سيوف المحاصرين، وإن الذي يقف هذا الموقف لهو الشجاع وإنه لصاحب حق، ولن يقف هذا الموقف رجل جبان أو محب للدنيا أبداً، فالحياة عند هؤلاء الجبناء أفضل من المكانة ومن الدنيا كلها.
ولكن هذا الإصرار العجيب والعزيمة النافذة، والشجاعة الفائقة من عثمان ثمرة إيمان قوي بالله - عز وجل - واليوم الآخر وقر في قلبه، وجعله يستهين بكل شيء في هذه الحياة حتى بالحياة نفسها.
الحزم:
إن صفة الحزم في شخصية ذي النورين أصيلة، ونجد الصديق عندما عرض عليه الإسلام قال له: ويحك يا عثمان إنك رجل حازم، ما يخفى عليك الحق من الباطل، ما هذه الأوثان التي يعبدها قومنا.
وفي سنة 26 هـ زاد عثمان في المسجد الحرام ووسعه، وابتاع من قوم وأبى آخرون، فهدم عليهم، ووضع الأثمان في بيت المال، فصيحوا بعثمان، فأمر بهم بالحبس، وقال: أتدرون ما جرأكم عليَّ؟، ما جرأكم علي إلا حلمي، قد فعل هذا بكم عمر فلم تصيحوا به، ثم كلمه فيهم عبد الله بن خالد بن أسيد، فأخرجوا.
ومن المواقف التي تدل على حزمه: حمايته لنظام الخلافة من الضياع، فلم يجب الخارجين إلى خلع نفسه من الخلافة، فكان بذلك يمثل الثبات واستمرار النظام؛ لأنه لو أجاب الخارجين إلى خلع نفسه لأصبح منصب الإمامة العظمى ألعوبة في أيدي المفتونين الساعين في الأرض بالفساد، ولسادت الفوضى واختل نظام البلاد، ولكان ذلك تسليطا للرعاع والغوغاء على الولاة والحكام. لقد كانت نظرة عثمان بعيدة الغور، فلو أجابهم إلى ما يريدون لسن بذلك سنة، وهي كلما كره قوم أميرهم خلعوه، ولألقى بأس الأمة بينها، وشغلها بنفسها عن أعدائها، وذلك أقرب لضعفها وانهيارها، على أنه لم يجد سوى نفسه يفدي بها الأمة، ويحفظ كيانها وبنيانها من التصدع، ويدعم بهذا الفداء نظامها الاجتماعي ويحمي سلطانها الذي تساس به من أن تمتد إليه يد العبث والفوضى. ومما لا شك فيه أن هذا الصنع من عثمان كان أعظم وأقوى ما يستطيع أن يفعله رجل ألقت إليه الأمة مقاليدها؛ إذ لجأ إلى أهون الشرين وأخف الضررين ليدعم بهذا الفداء نظام الخلافة وسلطانها.
الصبر:
اتصف عثمان بصفة الصبر، ومن المواقف الدالة على هذه الصفة ثباته في الفتنة؛ إذ كان موقفه إزاء تلك الأحداث التي ألمت به وبالمسلمين المثل الأعلى لما يمكن أن يقدمه الفرد من تضحية وفداء في سبيل حفظ كيان الجماعة، وصون كرامة الأمة، وحقن دماء المسلمين؛ فقد كان بإمكانه أن يقي نفسه ويخلصها لو أنه أراد نفسه ولم يرد حياة الأمة، ولو كان ذاتياً ولم يكن من أهل الإيثار لدفع بمن هب للذود عنه من الصحابة وأبناء المهاجرين والأنصار إلى نحور الخارجين المنحرفين عن طاعته، ولكنه أراد جمع شمل الأمة، ففداها بنفسه صابراً محتسباً، وقد أعلن عثمان أنه سيواجه الفتنة العارمة بالصبر الجميل، ممتثلاً قوله سبحانه: }الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ{، [آل عمران: 173].
إن عثمان كان قوي الإيمان بالله، كبير النفس، نفاذ البصيرة، نبيل الصبر، حيث فدى الأمة بنفسه، فكان ذلك من أعظم فضائله عند المسلمين.
قال ابن تيمية -رحمه الله-: ومن المعلوم بالتواتر أن عثمان كان من أكف الناس عن الدماء، وأصبر الناس على مَنْ نال مِنْ عرضه، وعلى من سعى في دمه، فحاصروه وسعوا في قتله وقد عرف إرادتهم لقتله، وقد جاءه المسلمون ينصرونه ويشيرون عليه بقتالهم، وهو يأمر الناس بالكف عن القتال، ويأمر من يطيعه أن لا يقاتلهم. وقيل له: تذهب إلى مكة, فقال: لا أكون من ألحد في الحرم، فقيل له: تذهب إلى الشام، فقال: لا أفارق دار هجرتي، فقيل له: فقاتلهم، فقال: لا أكون أول من خلف محمداً في أمته بالسيف. فكان صبر عثمان حتى قتل من أعظم فضائله عند المسلمين.
من مبادئه في الحكم.
المرجعية العليا للدولة:
أعلن ذو النورين أن مرجعيته لدولته كتاب الله وسنة رسوله، والاقتداء بالشيخين في هديهم، فقد قال: "= ألا وإني متبع ولست بمبتدع، ألا وإن لكم عليَّ بعد كتاب الله وسنة نبيه ثلاثاً: اتباع من كان قبلي فيما اجتمعتم عليه وسننتم، وسن أهل الخير فيما تسنوا عن ملأ، والكف عنكم إلا فيما استوجبتم العقوبة. وإن الدنيا خضرة وقد شهيت إلى الناس ومال إليها كثير منهم، فلا تركنوا إلى الدنيا ولا تثقوا بها فإنها ليست بثقة، واعلموا أنها غير تاركة إلا من تركها".

مبادئ وثوابت في سياسة الخليفة عثمان بن عفان ( الجزء الأول) sa2.jpg&key=659b

فالمصدر الأول هو كتاب الله، قال تعالى: }إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا{، [النساء: 105]. فكتاب الله تعالى يشتمل على جميع الأحكام الشرعية التي تتعلق بشؤون الحياة، كما يتضمن مبادئ أساسية وأحكاماً قاطعة لإصلاح كل شعبة من شعب الحياة، كما بين القرآن الكريم للمسلمين كل ما يحتاجون إليه من أسس تقوم عليها دولتهم.
المصدر الثاني: السنة المطهرة التي يستمد منها الدستور الإسلامي أصوله، ومن خلالها يمكن معرفة الصيغ التنفيذية والتطبيقية لأحكام القرآن.
الاقتداء بالشيخين: قال رسول الله: "اقتدوا بالذين من بعدي: أبي بكر وعمر".
إن دولة ذي النورين خضعت للشريعة وأصبحت سيادة الشريعة الإسلامية فيها فوق كل تشريع وفوق كل قانون، وأعطت لنا صورة مضيئة مشرقة على أن الدولة الإسلامية دولة شريعة، خاضعة بكل أجهزتها لأحكام هذه الشريعة، والحاكم فيها مقيد بأحكامها لا يتقدم ولا يتأخر عنها.
ففي دولة ذي النورين وفي مجتمع الصحابة الشريعة فوق الجميع، يخضع لها الحاكم والمحكوم، وطاعة الخليفة مقيدة بطاعته لله، قال رسول الله: "لا طاعة في المعصية، إنما الطاعة في المعروف".
وهيمنة الشريعة على الدولة من خصائص الخلافة الراشدة، فحكومة الخلافة الراشدة تتميز عن الحكومات الأخرى بعدة خصائص، منها:
- أن اختصاص الحكومة (الخليفة) عامة؛ أي تقوم على التكامل بين الشؤون الدنيوية والدينية.
- أن حكومة الخلافة ملزمة بتنفيذ أحكام الشريعة.
- أن الخلافة تقوم على وحدة العالم الإسلامي.



مبادئ وثوابت في سياسة الخليفة عثمان بن عفان ( الجزء الأول) 0_7729e_be71019f_L-1




بعدي: أبي بكر وعمر".
إن دولة ذي النورين خضعت للشريعة وأصبحت سيادة الشريعة الإسلامية فيها فوق كل تشريع وفوق كل قانون، وأعطت لنا صورة مضيئة مشرقة على أن الدولة الإسلامية دولة شريعة، خاضعة بكل أجهزتها لأحكام هذه الشريعة، والحاكم فيها مقيد بأحكامها لا يتقدم ولا يتأخر عنها.
ففي دولة ذي النورين وفي مجتمع الصحابة الشريعة فوق الجميع، يخضع لها الحاكم والمحكوم، وطاعة الخليفة مقيدة بطاعته لله، قال رسول الله: "لا طاعة في المعصية، إنما الطاعة في المعروف".
وهيمنة الشريعة على الدولة من خصائص الخلافة الراشدة، فحكومة الخلافة الراشدة تتميز عن الحكومات الأخرى بعدة خصائص، منها:
- أن اختصاص الحكومة (الخليفة) عامة؛ أي تقوم على التكامل بين الشؤون الدنيوية والدينية.
- أن حكومة الخلافة ملزمة بتنفيذ أحكام الشريعة.
- أن الخلافة تقوم على وحدة العالم الإسلامي.









lfh]z ,e,hfj td sdhsm hgogdtm uelhk fk uthk ( hg[.x hgH,g) hg[sl





رد مع اقتباس
قديم 26-08-2024   #2



 
 عضويتي » 12
 جيت فيذا » Mar 2017
 آخر حضور » منذ 17 ساعات (08:50 PM)
آبدآعاتي » 8,037
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » ملوكه has a reputation beyond reputeملوكه has a reputation beyond reputeملوكه has a reputation beyond reputeملوكه has a reputation beyond reputeملوكه has a reputation beyond reputeملوكه has a reputation beyond reputeملوكه has a reputation beyond reputeملوكه has a reputation beyond reputeملوكه has a reputation beyond reputeملوكه has a reputation beyond reputeملوكه has a reputation beyond repute
الاعجابات المتلقاة : 193
 آوسِمتي »

ملوكه متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله خيـر
وبارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما




رد مع اقتباس
قديم 26-08-2024   #3



 
 عضويتي » 3
 جيت فيذا » Mar 2017
 آخر حضور » منذ 15 ساعات (11:07 PM)
آبدآعاتي » 168,362
 حاليآ في » 7up
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » اۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ has a reputation beyond reputeاۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ has a reputation beyond reputeاۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ has a reputation beyond reputeاۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ has a reputation beyond reputeاۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ has a reputation beyond reputeاۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ has a reputation beyond reputeاۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ has a reputation beyond reputeاۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ has a reputation beyond reputeاۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ has a reputation beyond reputeاۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ has a reputation beyond reputeاۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ has a reputation beyond repute
الاعجابات المتلقاة : 269
 آوسِمتي »

اۘكًتَفّيٍتۙ ۤبِكۨ♔ متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مبادئ, الأول), الخليفة, الجسم, بن, سياسة, عثمان, عفان, في, وثوابت

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الاعلانات النصيه
منتديات غيمة عطر

الساعة الآن 02:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009