قال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } . معنى الخشية في اللغة: "الخشية: الخوف". معنى الخشية في الاصطلاح: خشية وخوف تكون في القلب،
قال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } [الملك: 12].
معنى الخشية في اللغة:
"الخشية: الخوف"[1].
معنى الخشية في الاصطلاح:
خشية وخوف تكون في القلب، تظهر آثارها على الجوارح بالانخفاض والسكون[2].
الفرق بين الخوف والخشية:
الخوف: هرب القلب مِن حلول المكروه عند الشعور به.
الخشية: انجماع وانقباض وسكون، والخوف حركة، والخشية أخصُّ من الخوف[3].
إن خشية الله تعالى من أجلِّ أعمال القلوب التي تقوم عليها العبادة، فهي من العبادات القلبية
التي تُعين المؤمن على مراقبة الله في الخلوة، والخشية في حال الغيبة عن الناس أعلى مراتب
المراقبة لله، وكلما كان العبد أكثر علمًا ومعرفةً بالله عز وجل، اشتدَّت خشيته من الله تعالى
قال تعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } [فاطر: 2]، فمن آمَن
بقدرة الله وقوته، وأنه شديد ذو انتقام، وأنه خلَق الجنة والنار، أورثه ذلك خوفًا وخشيةً منه
والاستعداد للقاء من يخافه ويخشاه، ويجازي الله أهل خشيته يوم القيامة برضاه عنهم ودخول جنته
قال تعالى: { جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } [البينة: ][4].
الآثار الإيمانية المترتبة عند الخشية من الله:
1) الخشية من الله خلق لا يتَّصف به إلا عباد الله المتقون وأولياؤه المحسنون.
2) الخشية من الله تُبعد الإنسان عن الوقوع في المعاصي والسيئات.
3) الخشية من الله سبب لإخلاص العمل لله تعالى؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(أن تخشى الله كأنك تراه، فإنك إن لا تكن تراه فإنه يراك)[5].
[1] تهذيب اللغة 7/ 194، معجم مقاييس اللغة 2 /14.
[2] انظر: أضواء البيان 7 /547.
[3] انظر: مدارج السالكين 1 /50.
[4] انظر: أضواء البيان 9 /55، تفسير السعدي 6، التحرير
والتنوير 30 /77، مدارج السالكين 1 /156.
[5] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب الإسلام ما هو
وبيان خصاله 1 /40 ، حديث رقم (10).