بالرغم من تأثر مصافي تكرير البترول العملاقة في مختلف أنحاء العالم من شدة تداعيات أزمة كورونا التي شلت الطلب على المنتجات البترولية وبالأخص المستخدمة كوقود لمختلف وسائل النقل البري والبحري
بالرغم من تأثر مصافي تكرير البترول العملاقة في مختلف أنحاء العالم من شدة تداعيات أزمة كورونا التي شلت الطلب على المنتجات البترولية وبالأخص المستخدمة كوقود لمختلف وسائل النقل البري والبحري والجوي وأبرزها البنزين والديزل ووقود الطائرات، والتي أجبرت كبرى المصافي لخفض عمليات التشغيل لوحداتها الإنتاجية، وإغلاق أخرى، وإعلان أكبر الخسائر في نتائجها المالية الربعية الأولية من العام، إلا أن أقوى شركة للطاقة المتكاملة في العالم، شركة أرامكو السعودية لم تضطر أن تخفض أو تغلق أياً من مصافيها العملاقة في المملكة وخارجها، بل نجحت بتسجيل رقم قياسي جديد في طاقة التكرير بزيادة 1,5 مليون برميل في اليوم لقدراتها الإنتاجية لتصل إلى 6,4 ملايين برميل في اليوم من تكرير النفط الخام العربي بأنواعه في الربع الأول 2020 المضطرب.
وبهذا الأداء المبهر والصناعة في العالم تحتضر، تقدم شركة أرامكو السعودية رسائل ودروساً في مفاهيم القوى الحقيقية التي تمكن أكبر منتج ومصدر مستقل للبترول والغاز في العالم من مواجهة أكبر النكبات وأحلك الظروف العصيبة بما فيها أزمة كورونا وزحزحتها جانباً عن أعمالها وفق سياسة منهجية التكيف مع الأزمات وامتصاصها في مختلف الدورات الاقتصادية والطارئة بنجاح مطرد، وذلك استناداً لتاريخ من عديد الكوارث والانهيارات لسوق الطاقة العالمي بينما تكشف شركة أرامكو في خضمها عن مواطن قوى جديدة مكتسبة في كل مواجهة ما يعزز من هيمنتها العالمية الشاسعة في استكشاف وإنتاج النفط والغاز المولد والحاضن لثاني أكبر قطاعات الشركة للتكرير والكيميائيات والمعالجة والشحن محلقة عن أقرب منافسيها من شركات الطاقة الكبرى بمراحل يصعب مقارنتها ولا سيما في الإنتاج والمبيعات والأرباح والأصول والاحتياطات، فيما يأتي أمن الإمدادات وموثوقيتها في القمة.