الرحمن من أسماء الله الحسنى ذُكر اسم الرحمن في سورة الملك في قوله تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ
الرحمن: اسم دال على أنه تعالى ذو رحمة واسعة وسعت كل شيء[2].
اسم الرحمن عند المفسرين:
اسم الرحمن من الأسماء الذاتية الخاصة بالله عز وجل، لم يسمَّ بها غيره؛ قال تعالى:﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [الإسراء: 110]، يتضمن اسم الرحمن صفة الرحمة لله عز وجل، الرحمن الرفيق بمن أحبَّ أن يرحمه، والبعيد الشديد على من أحب أن يعنف عليه، المتصف بالرحمة العظيمة التي لا يماثلها رحمة أحد من خَلقه، فرحمته وسعت كل شيء، وبرحمته وُجدت المخلوقات، وبرحمته اندفعت عنها كل نقمة.
قال تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ﴾ [الملك: 19]، فمن آثار رحمته: لطفه بالطير، وإمساكه إياها أن تقع، صافات وقابضات في جو السماء، وبرحمته عرف عباده نفسه بصفاته وآلائه، وبيَّن لهم كل ما يحتاجون إليه من مصالح دينهم ودنياهم، بإرسال الرسل، وإنزال الكتب، وبوصفه بالرحمن تنبيهًا لنا على أن تلك النعم الجليلة وصلت إلينا بطريق الرِّفق ونفي الحرج، حتى أحكام التكاليف والمناهي والزواجر، فإنها مرفوقة باليسر بقدر ما لا يبطل المقصود منها، فمعظم تدبيره تعالى بنا هو رحمات ظاهرة؛ كالتمكين من الأرض وتيسير منافعها[3]؛ قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُور ﴾ [الملك: 15].
الآثار الإيمانية للإيمان باسم الله الرحمن:
1) جبلت النفوس على حب مَن أحسن إليها، فكيف إذا كان صاحب الإحسان هو الله الرحمن الذي وسعت رحمته كلَّ شيء، وهو أرحم بعبده من الأم بولدها، فمن تأمَّل اسم الله الرحمن امتلأ قلبُه حبًّا وتعظيمًا لله عز وجل.
2) حث النبي صلى الله عليه وسلم على الرحمة، وجعل الرحمة بالناس سببًا لنيل رحمة الله؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن لا يرحم الناس، لا يرحمه الله عز وجل) [4].
3) مَن عرَف سَعةَ رحمة الله، أحسَن ظنَّه بربِّه، ولم يدخل اليأس إلى قلبه.
[1] انظر: مقاييس اللغة 2/ 498.
[2] انظر: تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي 200.
[3] انظر: تفسير ابن كثير 1/ 126، تفسير السعدي 77، التحرير والتنوير 1/ 173، أضواء البيان 1 /6، معارج القبول 1 /68.
[4] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [الإسراء: 110]، 9 /115، حديث رقم (7376)، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك، 4/ 1809 حديث رقم (2319). </ul>