الكذب من آفات اللسان الكبار ، وهو جماع كلِّ شر ، وأصل كلِّ ذم ، عواقبه وخيمة ونتائجه خبيثة ، قال تعالى في ذمِّه : " إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ " [النحل: 105] .
وقال سبحانه : " ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ " [آل عمران: 61] .
والكذب دليل على ضعة النفس وحقارة الشأن ، وخبث الطوية ، وفساد النية وعدم المروءة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإنَّ الفجور يهدي إلى النار، وإنَّ الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا» (متفق عليه) .
والكذب من صفات المنافقين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا ومن كانت فيه خصلة منهنَّ ، كانت فيه خصلة من النفاق، حتى يدعها : إذا حدث كذب ، وإذا اؤتمن خان ، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر» (متفق عليه) .
فهل ترضى أخي الحبيب أن تكون متصفًا بصفة من صفات المنافقين ؟ وهل تقبل أن يقال عنك كذاب
ربما يقول بعض الناس : إنني أكذب أحيانًا في أضيق نطاق، ولا أكثر من الكذب أو أتوسَّع في مجاله كي لا أعتاده .
فاعلم أخي الحبيب أنّ الكذب يدعو إلى الفجور كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : وربَّ كذبة واحدة أفسدت عليك دُنياك وأخراك ، ولذلك حين سُئِل خالد بن صبيح : أيُسمَّى الرجل كاذبًا بكذبة واحدة ؟ قال : نعم !
وكذلك أخي الحبيب ؛ فإنَّ الناس لو جربوا عليك ولو كذبة واحدة لم يُصدِّقوك ، بعد ذلك أبدًا بل نسبوا إليك كلَّ كذب وافتراء ولو لم تكن صاحبه كما قيل :
حَسْبُ الْكَذُوبِ مِنْ الْبَلِيَّةِ ****بَعْضُ مَا يُحْكَى عَلَيْهِ
فَــــإِذَا سَمِعْــــتَ بِكذْبَــــةٍ **** مِنْ غَيْرِهِ نُسِبَتْ إلَيْهِ
حسب الكذوب من البلية بعض ما يُحكى عليه، ما إن سمعت بكذبه من غير نسبت إليه .
مماقرأت