لا أحــب الجمود
الجمود بالنسبة لي يعني التوقف عن الحياة .
ولا يتصف بهذه الصفة ( الجمود ) إلا الأشياء التي لا حياة بها من حولنا .
الأشجار بها حياة فهي تنمو وتكبر وتهزها الرياح يمنا ويسرا .
ولكن قطعة الجليد . أو جبال السروات وغيرها جامدة حتى الرياح لا تهزها فهي خالية من الحياة
بالنظرية المحسوسة على الأقل أمامنا كبشر .
لذلك التوقف عن الحياة البشرية وغرائزها يعتبر جمود .
كأن يتوقف الإنسان عن التفكير . عن الطموح . عن الأماني . فهو كتب على نفسه الجمود ..
عندما يتوقف الشخص عن إبداء الشعور واظهاره . عندما يتوقف عن الحب بكل أنوعه
وعندما يسيطر عليه اليأس ويفقد لذة الحياة ويكتب على نفسة العزلة عن البشر طوعاً
فهو كتب على نفسه الجمود . لأنه سوف يتحول بتخليه عن كل إلى إنسان جامد المشاعر
ومتبلد الحس . وهذا أصعب ما يمر على البشر ويقتلهم أحياء .
لهذا أنا لا أحب الجمود . لأني خلقت بطبيعة تختلف عن كل مخلوقات الله في أرضة
ومنحني سبحانه عقل يفكر وقلب يحب وأحاسيس تشعر بما حولها . وخلق بي عين ترى
وأذن تسمع . إذن لا أغمض عيني عن حقيقة . ولا أغلق سمعي عن صرخة ..
فالحقيقة يجب الوقوف معها . والصرخة يجب أن تستغاث . وإلا فقدنا ما ميزنا به رب العالمين
وهو الإنسانية وما أتعسهم أولئك الذين فقدوا إنسانيتهم وأصبحوا كباقي الخلق من غير البشر ..
تحرك وحرك كل جوارحك فهي تخلق بك عبثاً .
ولا تكن صدا الجبال جامد . أو بارد الشعور كــ القطب المتجمد . وتصبح جامدا ً فيهجرك
أعز ما تملك لأن البرود يولد البرود والصد يولد الصد . فكن ذا فكر ولب حتى لا تخسر من تحب