أمواج زوجية كل إنسان تمر به أوقات يشعر فيها
بازدياد قدرته على التفاعل العاطفي مع الآخرين
وأوقات أخرى يشعر فيها بالانسحاب والفتور .
وعادة ما يكون هذا التفاوت في قدرة الإنسان على التفاعل
عاطفيا طفيفا، لا يلاحظه الأشخاص الذين يحيطون به .
لكن الزوجين وبحكم العلاقة الحميمة بينهما
قد يشعران بنوبات الفتور والانسحاب تلك، وقد يسيئان
تفسيرها ويجهلان كيفية التعامل معها
مما يؤثر سلبا على العلاقة بينهما .
وتختلف دوافع الرجل عن دوافع المرأة في فترات الانسحاب تلك،
فالرجل يحب الاستقلال وعندما يجد نفسه
قد أوغل في الاعتماد العاطفي على زوجته يبتعد عنها قليلا
ليؤكد استقلاله فلا يصارحها بمشاعره كالسابق،
وقد يبدي تجاهها بعض البرود والجفاء ويكسل قليلا عن أداء واجباته
ولكنه سرعان ما يعود إلى سابق عهده في التفاعل مع زوجته.
فإذا فهمت المرأة هذا الأمر لن تقلق من فترات الانسحاب
التي يبديها زوجها ، ولن تلح عليه في عدم البعد عنها أثناء هذه الفترات
لأن إلحاحها لن يزيده إلا ابتعادا.
أما المرأة فتبتعد عن الرجل عندما تشعر أنها
قد أعطت الكثير من الحب والحنان وقد جاء أوان الأخذ
وتلقي الحب والرعاية منه .
في هذه المرحلة تكثر المرأة الشكاوى والحديث عن مشاعرها السلبية،
وقد تكون في نفس الوقت غير مستعدة للإنصات إلى شكاوى زوجها
ومشاعره السلبية وما أن تشبع المرأة حاجتها إلى تلقي الحب والاهتمام
حتى تعود إلى حالة العطاء والبذل.
وإذا أدرك الرجل هذا الأمر سيتفهم زوجته وسيزداد
إنصاته لها وعطفه عليها وسيصبح أكثر تحملا لما تبديه
من شكوى وتذمر في هذه المرحلة.
إن فهم هذه الدورة العاطفية التي يمر بها الرجل والمرأة
تساعد الزوجين كثيرا للتأقلم مع التقلب العاطفي
الذي يلمسه كل منهما في الآخر
وعلى الإبحار بمهارة وسط أمواج هذا التقلب حيث تتابع
سفينة الزواج رحلتها بسلام مهما علت الأمواج واضطربت .
حياه زوجية سعيدة للجميع,,
Hl,h[ .,[dm