يهل علينا شهر رمضان الكريم، كأنه طيف، يبدأ وينتهي دون أن نشعر به، لذا علينا أن نستعد له استعدادًا خاصًا جدًا، نعتبر اللحظة مهمة جدًا، بحيث لا تمر دون فائدة.. ولذلك كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم دائمًا ما يكونوا على وضوء، فإذا انتهوا من أي عمل يقومون به، هرعوا إلى الصلاة النافلة، وبالتأكيد أيضًا المفروضة.. ولما لا وهذا كان حال رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله».
إذن الوضوء هو السبيل إلى أن تكون جاهزًا في أي وقت للصلاة أو للدعاء، أرأيت يومًا طبيبًا يدخل حجرة العمليات دون أدواته والبالطو الخاص به؟.. بالتأكيد لا.. هكذا حال المسلم في رمضان.. عليه أن يعتبر نفسه طبيبًا في غرفة عمليات، لو ضاعت منه لحظة واحدة دون فائدة، لربما خسر المريض حياته، والمريض هنا هو أنت شخصيًا، نعم أن الطبيب والمريض في آن واحد.. لذا عليك الاهتمام أكثر بوقتك طوال الشهر الفضيل.. ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أمتي يدعون يوم القيامة غُرًا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل».س
بالوضوء يعرفنا رسول الله
أيضًا بالوضوء يعرفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس فقط في رمضان وإنما في كل شهور العام، فقد روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا، قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أُمتك يا رسول الله؟ فقال: أرأيت لو أن رجلًا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم، ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: فإنهم يأتون غُرًا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم ألا هلم فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك فأقول: سُحقًا سُحقًا».
وأيضًا بالوضوء يتخلص المسلم من ذنوبه، فقد روى مسلم عن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره»، فكيف بنا في رمضان هذا الشهر الفضيل العظيم لو عشناه كله متوضأين مستعدين للوقوف بين يدي الله لا يشغلنا أي شاغل مهما كان.. مؤكد النتيجة ستكون فضل عظيم وكبير من الله عز وجل.. فهلما نشمر سواعدنا، فالأمر جد يستحق.
td vlqhk ;k ]hzlh ugn ,q,x