روبرت ميرتون (Robert K. Merton) كان عالم اجتماع أمريكي بارز ساهم بشكل كبير في تطوير النظرية البنائية الوظيفية في علم الاجتماع. تعد إسهاماته بمثابة توسيع وتعديل لأفكار عالم الاجتماع الفرنسي
روبرت ميرتون (Robert K. Merton) كان عالم اجتماع أمريكي بارز ساهم بشكل كبير في تطوير النظرية البنائيةالوظيفية في علم الاجتماع. تعد إسهاماته بمثابة توسيع وتعديل لأفكار عالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركهايم، الذي يعتبر من رواد هذه النظرية. إليك بعض من أهم إسهاماته:
الوظائف الظاهرة والخفية:
فرق ميرتون بين الوظائف الظاهرة (Manifest Functions) والوظائف الخفية (Latent Functions). الوظائف الظاهرة هي النتائج المقصودة والواضحة للنشاط الاجتماعي، بينما الوظائف الخفية هي النتائج غير المقصودة أو المخفية. على سبيل المثال، النظام التعليمي قد يُعزز التفوق الأكاديمي (وظيفة ظاهرة)، ولكنه أيضًا يمكن أن يساهم في تعزيز الفوارق الاجتماعية (وظيفة خفية).
مفهوم “الخلل الوظيفي”:
أضاف ميرتون إلى النظرية البنائيةالوظيفية مفهوم “الخلل الوظيفي” (Dysfunction)، مشيرًا إلى أن بعض الهياكل أو العمليات الاجتماعية قد تكون لها نتائج سلبية على المجتمع، ما يتعارض مع الافتراض الأصلي للنظرية الوظيفية بأن كل عنصر في المجتمع يساهم في استقراره.
النظرية المتوسطة المدى:
دعا ميرتون إلى تطوير “النظريات المتوسطة المدى” (Middle-range Theories) بدلاً من السعي لبناء نظرية اجتماعية شاملة لكل شيء. هذه النظريات المتوسطة تهدف إلى تفسير جوانب محددة من السلوك الاجتماعي وتكون أقل تجريدًا وأكثر قابلية للاختبار تجريبيًا.
الأنومي:
قام ميرتون بتطوير مفهوم “الأنومي” (Anomie) الذي قدمه دوركهايم. بالنسبة لميرتون، الأنومي هي حالة عدم توافق بين الأهداف الاجتماعية المقبولة والوسائل المتاحة لتحقيقها، ما يؤدي إلى توترات اجتماعية وسلوك منحرف.
البنية الاجتماعية ووسائل تحقيق الأهداف:
شرح ميرتون كيف أن البنية الاجتماعية قد تفرض قيودًا على الأفراد وتؤثر على قدرتهم في تحقيق الأهداف التي يحددها المجتمع. وهذا يؤدي إلى سلوكيات مختلفة، مثل التكيف، الابتكار، الطقوسية، التمرد، والانسحاب.
إسهامات روبرت ميرتون ساعدت في جعل النظرية البنائيةالوظيفية أكثر مرونة وقابلية للتطبيق على المجتمعات المعاصرة، من خلال الاعتراف بأن الهياكل الاجتماعية يمكن أن تكون لها تأثيرات سلبية وأنها قد تتغير بمرور الوقت.